قبل فترة ليست بالبعيدة لوحظ أن دنيا (المعسل و الشيشة ) اجتاحها العنصر النسائي خاصة الشبابي منهن والمراهقات أيضا ولم يعد يقتصر على العنصر الرجالي كما كان في الماضي وفكرة المقاهي و الملاهي الليلية الخاصة بالشيشة للبنات بدأت بالانتشار ،فلو أردنا البحث عن حقيقة انتشار هذه العادة التي يراها كثيرون أنها دخيلة وخاطئة على حياة النساء ،لكن في نفس الوقت تبيحها وتجيزها للرجال من وجهة نظر الفتيات ،ولنسلط الضوء على هذه الظاهرة كان لنا هذا الاستطلاع:
للترفيه عن النفس
قالت( فاطمة. غ) لقد تطور عالم البنات واصبح اصغر همومها وأتفهها هو الجلوس بانتظار الزوج الصالح والمثالي بل اصبح أكبر همها هو البحث عن عمل ووظيفة جيدة فتراها تتجول وتبحث وعندما تحقق ذاتها في دنيا الأعمال والتعب والكد تأتي بالنهاية لتبحث عن الراحة, لكن ليس بأسلوبها النسائي بل بمثل أسلوب الرجل وعاداته للترفيه عن النفس , شاءت او أبت هي اليوم أصبحت أختا له في مشاطرة الهموم في مختلف الوظائف تنافسه وتتحداه فلماذا في الترفيه عن النفس لا تقلده وتحذو حذوه.
ليس عيبا
قالت (مروى.ع) انا لا أرى ان تدخين الشيشة للبنات فيه جريمة ربما المشكلة كلها لأن الرجل في مجتمعنا يرى دائما ان البنات محرم عليهن كل شيء وهو له كل شيء لذلك يستنكر تدخين البنات لشيشة مع انه في مجتمعات أخرى الموضوع عادي ولا يوجد فيه ما يعيب.
وأضافت: انا لا أعلم لماذا تجعلون من الموضوع مشكلة وهو في النهاية حرية شخصية ،فتدخين النساء للشيشةليس وليد اليوم ،كما يظن البعض، بل منذ زمن بعيد لكن ربما اليوم عدد البنات اللائي يشربنه اكثر بكثير من الأول , ملاحظة فقط اريد ان اذكرها لمن يسيء الظن.
فالفتاة التي تدخن الشيشة وينعتها بقلة الأدب والأخلاق أنه ليس بالضرورة ان من تدخن الشيشة تدخنها بالخفاء وبعيدا عن الأعين وخاصة ذويها فكثيرات اعرفهن يدخن في البيت وعلى علم من أهلهن فالمسألة بسيطة لكن الناس لم يعتادوا عليها.
للتسلية فقط
عبرت (س. أ) السبب بقصد او بدون قصد هو ان المجتمع اجبرها على خوض عالم الرجال وانساها أنوثتها بكثرة العمل والمشاغل والمسؤوليات والهموم فأصبحت مثله تخرج وتعمل وتتعب , فلابد بعد التعب من البحث عن الراحة وهي بالطبع معدومة بالبيت بسبب المشاكل الزوجية والأطفال فتجدها تلجأ للمقاهي في أيام الإجازات لتدخين الشيشة والمعسل وقضاء وقت بصحبة رفيقاتها للترويح عن عالمها الممل والمتعب.
وأضافت المعسل بالنسبة لي، افضل بكثير من الدخان ،فهو لا يتلف الصدر مثله ولا يدمن الشخص عليه مثل شرب الدخان بل يستطيع تركه متى اراد.. الهدف منه هو التسلية لا اكثر وخوض تجربة جديدة بالنسبة لي.
مجاراة عالم الرجال
قالت (نورة .ج) للأسف الدنيا تغيرت ونحن أيضا ،واصبحت المرأة تبحث عن كل جديد ولا يمنعها شيء من تجربة ما هو بنظرها جائز وغير مضر , لكن هل بالحقيقة المعسل غير ضار بالصحة؟ طبعا لا ،وأن كان الرجل يتحمله، فربما لأن جسده أكبر واضخم منها لكن المرأة جسدها حساس وأي شيء يضر بصحتها فربما تعاني منه أكثر من الرجل وخاصة صدرها لأنه يشبه الدخان.
نصيحة لبناتنا اليافعات لماذا تعرضن أنفسكن للتهلكة بمجاراة عالم الرجال في طريقة معيشتهم؟ خاصة ان لكل واحد منا رجلا كان أو امرأة حياة واهدافا مختلفة فمثل مالهم طريقة يروحون بها عن أنفسهم بعد التعب، لابد أن تبحث المرأة عن طريقة لكن مختلفة عنه، تناسب ميولها واخلاقها أيضا.
أين الحياء
قالت (م. بدر) هذه العادة لا تناسب شخصية الفتاة المسلمة المحافظة وما أعجب منه كيف تسمح الفتاة العاقلة لنفسها بأن تجلس في مكان مكشوف أو حتى مغطى وتطلب شيشة ومن ثم تشربها وهي تتبادل الأحاديث مع صديقاتها أو أخواتها .
أين الحياء والخجل ؟
وهل على هذا ربيت أن تدخل عالم الرجال حتى في ميوله وهواياته وجلساته فمعروف أن جلسات المطاعم والمقاهي للرجال وليس للنساء فهن مكانهن البيت لأنه أشرف لهن وأحفظ .
الواجب هو الحرص
وقال الجمعوي (عصام ) هل انحذرنا وتخلفنا إلى هذا الحد حتى نرى نساءنا قد تخلين عن حيائهن وأصبحن صورة طبق الأصل من الرجل ؟ماذا بقي لنا نحن الرجال إذا المرأة أصبحت تسليتها مثلنا وأصبحت تخرج وتسهر، فما الذي تركته للرجال ؟ الجلوس بالبيت مع الأطفال لتربيتهم!!!
وأضاف: ان الموضوع كله انتشار عادة وهذا كله بسبب الفراغ الديني والنفسي عند الفتيات وهذا واجب أسرهن فمن الواجب الحرص على بنات المسلمين وعدم تركهن ينسقن وراء الملاهي الدنيوية لأن شيئا يجر شيئا في هذه الحياة فعندما تكون أولها شيشة الله يعلم على ماذا سوف تنتهي.
وعبرت (ليلى . إ) البنت التي تدخن الشيشة غير عاقلة وتحتاج للنصيحة والتوجيه ،فربما هي مظلومة قد نشأت في بيئة كل شيء فيه مسموح وهذا حاصل في مجتمعنا حيث الأب كثير الانشغال وكذلك الأم فماذا ننتظر من البنت إذا الأهل لم يوجهوها أو ينصحوها فمن يعلمها الخطأ وعكس الخطأ وأضافت عندما يكون نمط حياتك أن كل أمر عادي ومسموح فيه هل ترتدعين عنه أم تأخذين به، من هنا نرى أن المشكلة ليست في البنت و تدخينها لشيشة بل في حياتها التي تربت عليها والحرية المطلقة التي من دون توجيه أو مراقبة .
الرأي الديني
إن التدخين حكمه معلوم فهو محرم شرباً واستعمالا واتجاراً به وعلى متعاطيه التوبة وذلك لأنه داخل في عموم النصوص الدالة على التحريم لمضاره الدينية والمالية والبدنية حيث قال تعالى (ويحرم عليهم الخبائث) وقال عز من قائل (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) وقال سبحانه وتعالى ( ولا تقتلوا أنفسكم ان الله كان بكم رحيما) والحكم هذا في التدخين عموما بالسجائر أو ما يسمى بالشيشة أو المعسل أو النرجيلة .
الرأي الطبي
ان بالسيجارة الواحدة أكثر من 4 آلاف مركب كيميائي بعضها من المركبات المسببة للسرطان وتلك المركبات مؤثرة على وظائف الدماغ بشكل مباشر ومن المعلوم أن ما بين 10 إلى 15 في المئة من المدخنين سواء تدخين السجائر أو الشيشة يعانون من الفشل الرئوي كما أن معدل الإصابة بسرطان الجهاز التنفسي يتضاعف لدى المدخنين بشكل عال جداً وتدخين الشيشة أو السجائر سبب أساسي ورئيسي لحدوث الذبحات الصدرية وجلطات القلب.
الرأي الاجتماعي
أفادت الأخصائية الاجتماعية نجوى العجمي قائلة : التدخين يعتبر من الظواهر الاجتماعية التي انتشرت بمجتمعنا بشكل يثير القلق ويتزايد بسرعة كبيرة وخاصة لدى الشباب ما بين 15 إلى 25 عاما ولابد من الوقوف بحزم أمام هذا الخطر الداهم ووقف تصاريح مقاهي الشيشة والمعسل ورفع أسعار الجمارك على الدخان بكافة أنواعه المتعددة مع تكثيف التوعية باخطار التدخين وتعميق التوعية الصحية والاجتماعية بكافة الطرق الإعلامية والاجتماعية إضافة إلى منع التدخين بمواقع متعددة شيئا فشيئاً .
تعليقات 0