جريدة نبأ نيوز

سوء توزيع المساعدات الغذائية ” قفة رمضان”التي يخصصها القصر للفقراء يُطيح برجلي سلطة

بعد مرور حوالي شهر على الاحتجاجات التي أحدثت زلزالا أمنيا خلال مغادرة الملك محمد السادس للقصر الملكي بعين الله ضواحي مدينة فاس، في نهاية زيارته للعاصمة العلمية نهاية شهر ماي الماضي، وذلك بسبب إقصائهم من الاستفادة من الإعانات الغذائية لرمضان؛ خرجت أخيرا معلومات عن التحقيق الذي فتحته سلطات عمالة مولاي يعقوب بتنسيق مع مصالح وزارة الداخلية بالرباط، أسفرت عن توقيف رجلي سلطة بجماعة عين الله القريبة من القصر والضيعة الملكيين.

وبحسب المعلومات التي حصل عليها جريدة” نبأنيوز “فإن التحقيق الذي خضع له مسؤولون في الإدارة الترابية التي ينتمي إليها المحتجون ممن اشتكوا من حرمانهم من “قفة رمضان”، والمساعدات الغذائية التي يخصصها القصر كل سنة لفقراء المناطق القريبة منه والضيعة الملكيين بمنطقة عين الله/الضويات بضواحي فاس، والبالغ قيمتها 10 ملايين درهم، (التحقيق) أسقط خليفة لدى السلطة المحلية بجماعة عين الله وعون سلطة برتبة مقدم، اللذين أعفيا من مهامهما في انتظار إحالتهما على لجنة تأديبية، وذلك بعد أن حملهما المحققون مسؤولية سوء توزيع المساعدات الغذائية، فيما يواصل المحققون بمصالح وزارة الداخلية أبحاثهم للوصول إلى بقية المشتبه بهم في الاختلالات التي عرفتها العملية، وتسببت في موجة الاحتجاجات على “قفة رمضان”، والتي اندلعت قبل ساعات قليلة من مغادرة الملك للقصر الملكي بعين الله ضواحي فاس.

ولتطويق ما تسببت فيه اختلالات توزيع المساعدات الغذائية على الفقراء، كشفت مصادر قريبة من الموضوع، أن مؤسسة محمد الخامس للتضامن أرسلت مؤخرا ثلاث شاحنات محملة بالمساعدات الغذائية، ووزعتها على المحتجين بإشراف من لجنتين، الأولى تابعة للمؤسسة والثانية لمصالح عمالة مولاي يعقوب.

وكانت السلطات المحلية بفاس ومولاي يعقوب، قد عاشت يوما عصيبا في اليوم الأخير من زيارة الملك للعاصمة العلمية في الـ28 من شهر ماي الماضي، خلال مغادرته للقصر الملكي بضواحي فاس، حيث اصطف حشد كبير من فقراء المنطقة معية عائلاتهم وأطفالهم على الطريق التي كان سيمر منها الملك في اتجاه مطار فاس الدولي، لإسماع صوتهم إلى الملك بخصوص إقصائهم من الإعانات الغذائية لرمضان، وهو ما استنفر حينها السلطات بمختلف تلاوينها قبل أن ينجح عامل إقليم مولاي يعقوب ومسؤول رفيع بالبرتوكول الملكي، في إقناع الأهالي بإنهاء احتجاجاتهم قبل خروج الملك، حيث وعداهم بفتح تحقيق في اتهامهم للسلطات بإقصائهم من الإعانات الملكية “لرمضان 1438″، والتي أطلقها الملك هذه السنة من مدينة فاس.

يذكر أن احتجاجات مماثلة كادت أن تندلع مؤخرا بجماعة المشور بفاس القريبة من القصر الملكي بفاس الجديد، بعد أن اشتكى فقراء الجماعة من تأخر استفادتهم من “قفة رمضان”، وهو ما دفع إدريس الداودي، رئيس جماعة المشور والمنتمي لحزب رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، إلى الخروج عن صمته ليعلن بأن سبب تأخر توزيع “قفة رمضان” مع حلول نهايته، راجع إلى إلغاء السلطات الوصية للصفقة، ومطالبتها لجماعة المشور بتعديلها وتصحيح خطأ ورد في احتساب نسبة القيمة المضافة على المواد الغذائية، قبل إطلاق صفقة جديدة رصد لها غلاف مالي يزيد عن 32 مليون سنتيم، ويستفيد منها 2800 شخص من الفئات الأكثر هشاشة بجماعة المشور.