جريدة نبأ نيوز

وماذا عن الحب؟

– إنه أبسط الأشياء وأعقدها ع الإطلاق..
حين تشعر بالسكن والسكينة والأمن والانتماء لشخص بعينه، حين تدمن أنفاسه وتطاردك رائحته ويصبح صدره موطنك حيث ولدت وتعيش وتتمنى أن يضمك بأخر لحظات حياتك..
حين تصبك الحماسة والإندفاع والجنون بعدما كان يغشاك الهدوء ويغلب عليك البرود تجاه كافة الأحداث، حين لا تجد تفسيرًا لتصرفاتك ولا تشغل بالك بمحاولات ايجاد تحليلا منطقيًا لأي شيء، حين تتلون ضحكاتك وتلمع عيناك وتتغير نظراتك ونبرة صوتك.. حين يشعر كل من حولك أنك شخص أخر؛ فهالة الحب لا تُخفى أبدًا مهما جاهدنا لذلك.. حين تستيقظ كل صباح وأنت تردد اسمه، تبحث عنه وتسمع صوته يناجيك وإن لم يهاتفك.. حين يبادلك النكات والمواقف المضحكة بقدر المقطوعات الموسيقية والقصائد؛ أحب الشخص الذي يجعلني ابتسم ويثبت لي بكل تصرف ان مبتغاه الحقيقي اسعادي أكثر من محاولات استمالاتي وكسب قلبي..
من تكون سره الأعظم الذي لا يبوح به ولا ينكره أبدًا.. من تكون نقطة ضعفه ومصدر قوته ووجعه الكبير ودوائه الوحيد وشتته ومأمنه وسعادته وشقائه في آن واحد..
من يتمسك بك رغم اخطائك، يحبك بكل حماقاتك، يتحملك بكل جنونك وتخبطك وحيرتك.. الصبر ثم الصبر، من يعشق يفضحه صبره وانتظاره؛ فلا يحيد عن مذهبه أبدًا حتى وإن أغلقت أمامه كافة الأبواب..
من يمنحك حريتك الكاملة واختياراتك النابعة من قراراتك المستقلة، ولكن يظل يراقبك من بعيد بعين الحارس المخلص والأب الحنون؛ ليحميك من كل شيء حتى وإن كانت نفسك..
من يفضلك على الجميع وتكون شاغله الأول مهما عظمت مسئولياته.. من يبرهن لك بكل لحظة أنه لازال بالحياة شيئًا يستحق المقاومة من أجله..
من يجعلك تتسائل.. “هل أنا حقًا أستحق كل ذلك؟!”
بقلمي
محمد أسامة الفتاوي