جريدة نبأ نيوز

كل ما تريد معرفته عن الاحتجاجات المرتقبة يوم 20 يوليوز في المغرب

تشهد منطقة الريف، شمالي المغرب، احتجاجات شعبية متصاعدة منذ  أكثر من تسعة  أشهر، كانت بداية  شرارتها مقتل بائع السمك «محسن فكري» طحنًا في شاحنة القمامة، عندما أراد استرجاع  سلعته المحجوزة من طرف الشرطة، عملت السلطات المغربية بعدها على احتواء الحادث الفظيع، فأرسلت وزراء وكبار المسؤولين إلى مدينة الحسيمة، وأصدرت المحاكم إدانات في حق الضالعين في قتل فكري، ولكن الحراك كان أقوى من الجميع، حيث تبنى الشارع القضية، في مسيرات ومظاهرات تجاوزت مطالب القصاص والعدالة إلى العزلة والبطالة والفقر والخدمات الاجتماعية التي تفتقر إليها منطقة الريف، التي تعد من أفقر المناطق في المغرب، لتستمر الاحتجاجات الشعبية إلى اليوم ومعها يستمر عجز السلطات المغربية عن علاج مطالب أهل  الريف.

ومع أفول شمس الحلول، وتسارع الأحداث بالمغرب وسيرها نحو التصعيد، بعد أكثر من تسعة أشهر من الحراك  في الريف، قرّرت السلطات المحلية بإقليم الحسيمة، شمال المغرب، عدم السماح بتنظيم مليونية احتجاجية وتضامنية مع معتقلي الحراك، كانت عدة هيئات ونشطاء قد دعوا إليها يوم الخميس 20 يوليو (تموز)، للاحتجاج على استمرار اعتقال العشرات من نشطاء وقادة  «حراك الريف»، والضغط لأجل تحقيق المطالب المرفوعة منذ بداية الاحتجاجات نهاية أكتوبر (تشرين الأول) 2016، وبالرغم من منع السلطات لهذه المليونية تصر الحشود المغربية على المشاركة في  المسيرة، التي تعدّ إحدى أهم محاور الحراك، وتأتي تتويجًا لأشهر من الصمود، فهل ستكون مسيرة 20 يوليو (تموز) حاسمة للاحتجاجات في المغرب؟

تسعة أشهر من الحراك

مخاض  التسعة أشهر من حراك الريف بدأ يوم 28  أكتوبر 2016، حيث تعرض الشاب محسن فكري لعملية «طحن» بواسطة شاحنة لجمع النفايات بميناء الحسيمة (أقصى شمال المغرب)، بعدما حجزت سلطات الميناء صناديق سمكه ورمت بها في ذات الشاحنة، خرج بعدها الآلاف من شباب الحسيمة احتجاجًا على «طحن» ابن مدينتهم، ولكن غضبهم سرعان ما تراجع وفتر، بعدما حاولت السلطات المغربية امتصاص الاحتقان بإرسال وزير الداخلية شخصيًا إلى الحسيمة  لتقديم واجب العزاء لعائلة فكري، قدّم بعدها الجناة إلى القضاء، وبعد ستة أشهر من التحقيقات، أصدرت الغرفة الجنائية في محكمة الاستئناف بالحسيمة أحكامًا برأت بعض المتهمين وأدانت آخرين، حكمت عليهم بعقوبات سجن تتراوح بين خمسة وثمانية أشهر وغرامات مالية بسيطة للغاية.

بالتالي، فبقدر صدمة مقتل بائع السمك، كانت صدمة الأحكام المخففة التي صدرت على الساخطين من الوضع، وكانت أقل بكثير من سقف ما كان منتظرًا أو مطلوبًا من جهتهم، أو مراهنًا عليه لمصّ الصدمة عن نفوس سكان المنطقة، كانت تلك الأحكام بمثابة القطرة التي  أفاضت كأس الاحتقان، وحولته من احتقان مبطّن إلى احتجاجات واسعة تكتسح أرجاء الريف المغربي، ومتوعدةً بالاستمرار حتى تحقيق آخر مطلب للجماهير الهائجة ضد ما يسمى بالحكرة.