غرباء في دنيا زائفة

نحن الآن نشعر بالمرور السريع للوقت أكثر من أي زمن مضى، دائما علينا تحديد أولوياتنا في كل ما نفعل، فالحياة قصيرة جدا، والخيارات كثيرة، وعلينا أن نقرر ما الذي نريد فعله حقا دون أن نكون غرباء في دنيا زائفة.
القصة…………..
– الحمد لله
قالها بعد أن شرب بعض الماء .. كان يغالب كثيراً من الآلآم وإن أبدى التماسك .. أنفرجت شفتاه عن ابتسامة تنم عن السعادة والرضا .. كأنما هو بتلك الابتسامة يسخر من الآمه القاتلة بل ومن الدنيا الزائفة .. قالت احدى الصحف انه يتربع على عرش الثراء بلا منازع .. وقال صديق مقرب اليه .. مداعباً جاداً فى آن واحد “لو رأتك ام كلثوم لغنت الادب كله لا الحب كله” … هكذا اتصف الرجل بحسن الخلق ووفرة المال.
– يابني .. استمع لى .. فإن وعيت ما أقول وسرت عليه .. ملكت الدنيا بين يديك .. وجثا العالم تحت قدميك
– عقلي وقلبي يستمعان اليك ياوالدي .. فأنت والدي وقدوتى
نظر الاب الى ابنه .. الجالس امام مكتبه .. نظرة استاذ الى تلميذ مجتهد .. وشعر ان ما يود قوله .. لن يأخذ منه كثير عناء
– يابني .. الناس غرباء فى هذه الحياة .. اجل كلنا غرباء .. لكن .. الصدق .. الكلمة الطيبة .. العمل الصالح .. وغير ذلك من الصفات الجميلة .. الجميلة فقط .. اذا تحلينا بها .. تجعل بيننا وبين الغربة سداً منيعاً .. فنصبح غرباء ولسنا بغرباء
هاجمته الآلآم بحيث لم يستطع مقاومتها .. فصدرت عنه آهه تدعو الناظر اليه للرثاء
– والدي يجب ان تستريح
قاطعه الاب وهو يستجمع قواه
– اجعل الله فى فكرك ..
– انك متعب
قاطعه مرة اخرى وقد انهارت قواه وأحس بالنهاية
– اجعل الله في فكرك ..
انقطع الحديث فجأة .. و .. وانطلقت فى الجو صرخة.
إنها النهاية..
بقلم
محمد أسامة الفتاوي
جميع حقوق النشر والتأليف محفوظة.
تعليقات 0