عندما تشعر بأنك قادر على ان تكون زعيم قبيلة وتثابر للوصول لتتزعم أخيرا قبيله دون شعب :مادامت الأحزاب المغربية تمثل 20℅من الشعب ،لما لا ينظم كذلك كل من حزب الاستقلال والاصالة والمعاصرة إلى الحكومة،ويبقى 80℅من الشعب في المعارضة.(أرجوا القراءة بتمعن).
بقلم ذ محمد أسامة الفتاوي ،
من أجل قراءة هادئة (ما أمكن) لما جرى ويجري:
1 – ما دامت بيننا أحزاب لا تولي أهمية للأفكار ولا للبرامج إلا على ورق كراساتها، وتعطي الأولوية في “استقطاباتها” لخبراء جمع الأصوات مهما كان الثمن، عوض العمل التأطيري الطويل النفس، المبني على اختيار فكري ومجتمعي واضح،
2 – ما دامت بيننا أحزاب لا تتردد في تبرير مواقفها المتغيرة بل والمتناقضة، بإحالات إلى التراث الديني المشترك موحية بأن الخلاف قائم ما بين معسكر الكفر ومعسكر الإيمان، عوض الإحالة على المصالح والتقديرات المختلفة، كما لدى أي جماعة بشرية،
3 – ما دامت بيننا أحزاب تستطيع أن تدافع عن الشيء ونقيضه باسم الدين، ولا تتردد في الإحالة على نفس التراث الذي يبرر به المتطرفون كل فظاعاتهم،
4 – ما دامت لنا أحزاب تعتبر الوصول إلى المناصب أهم من التزاماتها مع مسانديها من المواطنين، ولا تتحدث في البرنامج الحكومي إلاَّ بعد البت في توزيع المقاعد بينها، فتعطي الأهمية للفريق قبل الحديث عن المطلوب منه،
5 – ما دام جزء كبير من جمهرة التواقين إلى الحداثة يكتفي بمربع الظل الذي توفره المظلة الملكية، دون الطموح إلى توسيع الأفق اعتقادا منهم أن هذا الاكتفاء شرط الحفاظ على الاستقرار واللحمة الوطنية، في حين أن العمل على توسيع وترسيخ قيمها هو بالضبط شرط ذلك،
6 – ما دامت الفرق اليسارية تعطي الأولية للخلافات فيما بينها على نقط الالتقاء وتتردد في جعل الكفاح من أجل ترسيخ قيم الحداثة في نفس الدرجة من الأهمية التي توليها لإقرار العدالة الاجتماعية،
7 – ما دام المدافعون عن الملكية يتحفظون من الأحزاب بمبرر ضعفها وتجاوزها وعدم قدرتها على فرز النخب القادرة على الاشتغال المنتج من داخل المؤسسات، وما دامت هذه الأحزاب نفسها تركز اهتمامها على الاقتراب من المحيط الملكي مهما كلفها الثمن،
8 – ما دام التفاعل المطلوب في نظامنا السياسي، من طرف التشكيلات الحزبية مع الملكية، ينزلق إلى يراوح أساسا، حسب السياقات والأحداث، بين إذعان غير منتج ومواجهة غير ذات مبرر بنيوي،
9 – ما دام التردد يطبع سلوك الفاعلين السياسيين ذوي الإحالات الحداثية في مسألة اعتماد القيم الكونية لحقوق الإنسان التي تنبني عليها الحقوق التي لا تقبل التجزئة وفي مقدمتها حرية الضمير والمعتقد والحريات الفردية كما هي متعارف عليها كونيا، والتي هي شرط انبثاق الفردِ الذي هو أسُّ وعماد المجتمع الديمقراطي،
10 – ما دام المجتمع المدني، على الرغم من حضوره وحركيته، يغلب التنافس الذي يتخذ طابعا ذاتيا في العديد من الحالات، ويضع في المقام الأولِ الاختلافاتِ فيما بين أطرافه، على حظوظ العمل المشترك من أجل تحقيق المكتسبات ومراكمتها،
11 – ما دام الحداثيون والمؤمنون بالديمقراطية قيما ومبادئ ومحطات اقتراع لا يدركون ألا شيء يمكن أن يحدث في تاريخنا كطفرة نوعية إلا بتواضعهم وقبولهم لبعضهم وعملهم الصبور الطويل النفس وتكتلهم في قوة مجتمعية قادرة على المساهمة في تأسيس ممارسة سياسية ومؤسساتية مجددة،
فلا مناص من أن نفتقد التيار المجتمعي الناضج والقادر على رفد الآمال الديمقراطية بالنفَس الضروري والوزن الحاسم المطلوب
ولا مناص من أن نصاب بالخيبة عند كل لحظة من لحظات التردد التاريخي الذي تعرفه البلاد بشكل دوري،
غير أنه يجب ألا تفاجئنا هذه اللحظات إلى الحد الذي تجعلنا نكتفي بالأسف والتعبير عن الإحباط المؤلم ولو بالأشكال الساخرة من الآخرين ومن أنفسنا…
إنها فغلا خــيــبــة أملــــ
عندما تشعر بأنك قادر على ان تكون زعيم قبيله وتثابر للوصول لتتزعم أخيرا قبيله دون شعب.
تعليقات 0