سألت عنك فى كل حومة * فضللوني وأخفاك الشهود

قلوب أرسلها دمع يجود * وما للرسل من حام يذود
وشوق ماله صبر يواسي* ووجد ماله طب مفيد
وروح ديدنها مر دهري * معذبة مالها روح يعود
واملي فيك يخيب دوما* وهل لبخيل بامال يجود
هجرت وطاب لك التنائي* كوصية اوصاك بها فقيد
وتركت قلبي محروما يتيما* كان الوصى كفار عنيد
وصرمت ثم خنت عهدي * وكم بكت من اجلي العهود
ورق العذول لفرط بؤسي* وعلى كتفي ربت الحسود
وعللتنى النجوم بزعم نوم* واغراني من لطافته الرقود
واطال الليل ارشادي ووعظي * وحذرني من مغبته الشرود
ولامنى على اتلاف نفسي* سواجع الطير واكمام وعود
وكل مناي ان احظى بقرب* وان ماطلت فيك الوعود
ساعذر ان اخلفت وعدي* فيكفي منك وعد لا يفيد
وبالله لماذاهجرت وكري* اطابت دون انغامي الرعود
ام ترى احببت غيري* فزدت الريب بما زعم الشهود
وكم خربت وصال كرمي* فما تبقى من وصلنا عنقود
ومالي كلف الا بجمعة * وهجرك كالحديد به بأس شديد
واطمع منك فى شيء يسير * وان شجعتنى فلست استزيد
اصممت سمعك عن ندائي* كأنك جائر يفعل ما يريد
فان صرفت قلبك عن هتافي* فان ربي رحمان ودود
اذا جن الليل اشكوك اليه * واكررفي دعائي وأعيد
حتى ارى فيك وعذلي * ما تحاشيت ولا تريد
ولن يفيدك بعد ظلامتي * حذر ولا عقل رشيد
فانت التى اذللت قلبي * وكم عز خاليا وهو فريد
ومن ضيعت فيه عمري * فما احتسبت فى عمري عقود*
وما غلطي فى عدي حسابا * اصفار اذا ساد الصدود
عشرون عاما انادي كأني * اخاطب نفسي ومني الردود
وابحث فى كل بلدة * وتطوي المفاوز والحدود
وانت فى مراكش أقمت فيها * وما العنوان وما البريد
سألت عنك فى كل حومة * فضللوني واخفاك الشهود
اقول غزال له طرة * شاقنى بغرته الرقود
رقيقة كقلوب التقاة * كالتوبة اذا لاقاها الطريد
كالمنى من بعد صبر * كالغنى يحسده بؤس شديد
كنعمة محدث عاش مذلة * فالتذ بها واغتاظ اللدود
فيا بركة العشاق انا غريق * وغزالي الطوق وهو بعيد
ويا موقف سنهور مللت وقوفي* فائذني لغريب يلقاها او يعود.
بقلم
محمد أسامة الفتاوي
جميع الحقوق محفوظة
تعليقات 0