جريدة نبأ نيوز

تحقيق “نبأنيوز “عن حبوب الهلوسة ،النوع الآخر من الإرهاب الذي يجتاح المؤسسات التعليمية والتوعية شبه منعدمة .

إذا كانت السجائر «أوَّلها دَلَع، وآخرها وَلَع» كما يقولون، فإن أوَّل المخدرَّات وَلَع وآخرها نار مُحرقة تُزهق أرواح متعاطيها. وبالرغم من ذلك، تشهد هذه الآفة الخطيرة انتشاراً واسعاً بين طلاب الجامعات والمدارس، وتزداد اعداد المدمنين في أوساط هؤلاء بشكل خطير. فكيف تصل المخدرَّات إلى المدارس؟ ومن هي الفئة التي تتعاطاها وتروِّج لها؟ وفي أي عمر يبدأ الادمان بين التلاميذ؟ وهل من حلٍّ لهذه المشكلة؟ في هذا التحقيق من المغرب تحاول” نبأنيوز ” أن تجيب عن هذه الأسئلة.

وتعد أجواء الاختبارات فرصة سانحة لتجار المخدرات والمروجين لترويج سمومهم بين أوساط الطلاب – وخاصة “الكبتاجون” – تحت مسمى المنشطات, بدعوى زيادة القدرة الاستيعابية، ومنح الطلاب إمكانات خارقة لاستذكار الدروس وتجاوز الاختبارات بنجاح.

ويحرص المروجون إلى بث سمومهم داخل المدارس عن طريق طلاب يتم الاتفاق معهم على كيفية توزيعها وعمل دعاية لها داخل المدارس على شكل نصائح تفيد أن هذه الحبوب تساعد على المذاكرة والسهر ة وتجلب السعادة.

وقد يعمد المروجون أيضاً إلى تقديم هذه الحبوب بأسعار زهيدة أو مجاناً للطلاب خلال فترة الاختبارات بهدف تنشيط مبيعاتهم في موسم الصيف الذي يلي الاختبارات وبالتالي كسب الطلاب كشرائح جديدة.

المخدرات خطر جديد يجتاح المدارس في المغرب:
مع بداية كل عام دراسي، يظهر العديد من المشاكل التي لم تكن موجودة في السابق في المدارس المغربية، وسط علامات استفهام عما آل إليه حال التعليم، من دون أن يتمكن أحد من الإجابة، ويعلق الجميع المشاكل على شماعة الأخلاق، التي باتت ضرباً من ضروب الخيال. فأي أخلاق يتحدثون عنها مع طالب لا يبالي بإشعال سيجارة حشيش وهو يجلس في الفصل، أو آخر ذهب إلى الامتحان متناولاً أقراصاً عدة من «الترامادول» لزوم المزاج!
ومع بداية العام الدراسي الحالي، تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صورة عبرت عما آل إليه حال التعليم، بعدما التقطها طالب لزميله وهو يشعل سيجارة حشيش داخل الفصل الدراسي، وهي صورة تكررت بأشكال مختلفة في عدد آخر من المدارس، لكنها كلها تصب في إطار واحد، هو أن هناك خطراً جديداً في المدارس اسمه المخدرات. ورغم رفض المسؤولين في التعليم الاعتراف بتحول الأمر إلى ظاهرة، يرصد الواقع حقيقة مختلفة، حيث تؤكد الدراسات أن 24 في المئة من تلاميذ و طلاب المدارس يتعاطون المخدرات، خاصة في الفئة العمرية ما بين 11 و16 عاماً.
وبعيداً من صورة تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي، فقد ألقت الشرطة القبض على طالب داخل مؤسسة تعليمية، أثناء قيامه بحقن نفسه بمخدر الهيروين في امتحان العملي، بناء على بلاغ من مشرف لجنة الامتحان.
وفي نفس السياق
ولعل السبب في تلك الزيادة الملحوظة في عدد المتعاطين, يعود بالدرجة الأولى ضعف البرامج التوعوية داخل المدارس والجامعات, فعلى الرغم من برامج التوعية للحد من ظاهرة تعاطي المخدرات أو ترويجها التي تعمل عليها المديرية العامة لمكافحة المخدرات منذ أكثر من عشرين عاماً, إلا أن مسؤولاً في الإدارة العامة لمكافحة المخدرات, أشار إلى أن تلك الجهود لا تزال تتبع أساليب تقليدية.

فالاختلاف الكبير بين ما كانت عليه الأوضاع في السابق وبين ما هي عليه الآن, جعل من الضروري السعي إلى تعاون المؤسسات التعليمية المختلفة، وإعداد مشاريع وطنية لتحصين ووقاية النشء وطلاب المدارس والجامعات.

ومع أن المديرية العامة لمكافحة المخدرات كانت قد قدمت مشروعا وطنيا منذ أكثر من أربع سنوات لوزارة التربية والتعليم، ووافق عليه وزير التربية والتعليم ، إلا أنه لم يتم تطبيقه على أغلبية طلبة المدارس حتى الآن.