جريدة نبأ نيوز

بعد عوته لرئاسة حزب الجرار إلياس العماري يؤكد:”استقالتي من الحزب كانت سياسية وليست تنظيمية،وهي تجاوب مع أعلى مؤسسة في البلاد”.

رفض المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة، ملتمس الاستقالة التي تقدم به الأمين العام للحزب، إلياس العماري، وذلك خلال أشغال الدورة العادية لـ”برلمان البام”، الذي انعقد طيلة يوم الأحد.

وتم الاتفاق داخل برلمان حزب “الجرار” الذين تجاوز عدد الحضور فيه ال1000، على رفض استقالة زعيم حزب “البام”، حيث مدد حزب الأصالة والمعاصرة فترة بقاء إلياس العماري أمينا عاما له بعد تقديمه استقالته إثر الخطاب الملكي الخاص بعيد العرش، الذي وجه فيه الملك محمد السادس انتقادا إلى الفاعلين السياسيين.

وخلصت مداخلات أعضاء المجلس الوطني إلى ضرورة تشكيل لجنة مكونة من ممثلين عن 12 جهة بالمملكة، ستعمل على مناقشة الصيغة الخاصة بانتخاب أمين عام جديد أو الإبقاء على الحالي، مع دراسة ما إن كانت ستبقي على المكتب السياسي الحالي أو تقرر رفضه، مع عرض ذلك على الحاضرين في الدورة الاستثنائية للمصادقة على ذلك.

وبخصوص مصير الأمين العام بالنيابة، الحبيب بلكوش، فقد أسقط أعضاء المجلس الوطني عنه صفة “أمين عام بالنيابة” بتمديدهم لإلياس العماري قيادته لـ”الجرار”.

وكانت قضية استقالة إلياس العماري، قد خيمت، على أشغال الدورة الـ22 للمجلس الوطني للحزب المنعقدة في مدينة الصخيرات يوم الأحد، حيث تعالت الأصوات من لدن الحاضرين حول السبب في وضع نقطة الاستقالة في ذيل جدول أعمال المجلس.

واضطر إلياس العماري، الأمين العام المستقيل، إلى التدخل، من أجل إعادة الأمور إلى نصابها، وذلك بعد تعالي الأصوات الرافضة لوضع نقطة الاستقالة في ذيل جدول أعمال المجلس، والتي أكدوا من خلالها إلى أن نقطة الاستقالة يفترض أن تكون أولى النقط التي يجب أن تناقش.

وبعد أن دعت فاطمة الزهراء المنصوري، رئيسة المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة، أعضاء الحزب إلى الإنصات والنقاش بعيدا عن التجريح خدمة للوحدة، أكدت أن وضع نقطة استقالة العماري في ذيل نقط جدول الأعمال “كان باتفاق معه”.

وتدخل إلياس العماري، أمام إصرار الأعضاء على أخذ الكلمة، ليشرع في الحديث عن حيثيات تقديمه استقالته من قيادة الحزب، وذلك بعد الخطاب الملكي بمناسبة ذكرى عيد العرش، والذي عاتب فيه الملك محمد السادس الفاعلين السياسيين.

وقال العماري، في كلمته، إن “استقالتي من الحزب كانت سياسية وليست تنظيمية، وهي تجاوب مع أعلى مؤسسة في البلاد”، مضيفا أن “الملك في خطاب العرش تحدث عن المشهد السياسي، في حين أن جميع الأمناء العامين للأحزاب اعتبروا أن الخطاب غير موجه إليهم، وكأنه كان يخاطب الموزمبيق”.

وأردف العماري: “أنا الوحيد الذي لم أعلق على الخطاب الملكي، وقد صدمت بتصريحات زعماء أحزاب وتحريفهم للخطاب”، متابعا “استيقظت يوم الاثنين الذي قدمت فيه استقالتي ولم أكن أفكر فيها”، قبل أن يقطر الشمع على عدد من زعماء الأحزاب على رأسهم عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة السابق، وحميد شباط، الأمين العام السابق لحزب الاستقلال: “كنت أنتظر قادة الأحزاب التي شارفت على نهاية ولايتها وعقد مؤتمراتها أن تقوم بالمبادرة وتقدم استقالتها لا استقالتي، وقد شعرت بالإحراج في مكانهم”.

وشدد زعيم “البام”، وسط تصفيقات أعضاء المجلس الوطني، على أنه بعد الخطاب الملكي لعيد العرش “اتصلت بزعماء أحزاب لتقديم الاستقالة جماعية ونتجاوب مع الخطاب الملكي؛ لكنني صدمت بتصريحاتهم لوسائل الإعلام وتحريفهم للخطاب”.

وفي الوقت الذي تعالت فيه أصوات أعضاء المجلس الوطني للحزب بعودته وبقائه على رأس الحزب، قال العماري: “الزعيم معمرو تيقلب على الكرسي، وأنا معمرني قلبت على الكرسي، وإذا كانت مصلحة بلادي عتخليني نتخلى على الكرسي غنتخلى عليه ونتخلى على ولادي كاع”، مضيفا: “كاين واحد الكرسي ديال الحديد أما ما تبقى كلشي كراسى ديال الكارتون”.

وأشار إلياس العماري إلى أن “البام هو الحزب الوحيد الذي عبر على نضجه والتزامه، بينما جميع الأحزاب فقدت وضوءها”، مضيفا “أحزاب كبرى لها هوية كبيرة تصارع الوقت لتواجدها ووجودها” في إشارة إلى الاستقلال والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية.

وأكد إلياس العماري أن “المجلس الوطني من له صلاحية قبول استقالتي أو رفضها”، مشددا على أنه “كانت هناك أخطاء، لكننا لم نفشل، لأننا حاولنا أن نحمي البلاد”، في إشارة منه إلى عجز وفشل الأحزاب الأخرى على رأسها الاستقلال والاتحاد في مواجهة حزب العدالة والتنمية.