المعلمة التاريخية بالجهة الشرقية ” قصبة السعيدية” عرضة للإندثار بسبب الإهمال ” السعيدية مدينة من الممكن أن تكون على أحسن ما هي عليه، لو كان من يتحكم في زمام أمورها هو الآخر أحسن مما هو عليه الآن”.
مراسل جريدة “نبأنيوز الدولية “غواني البكاي.
إنه السؤال الذي يُطرح على كل لسان بمدينة السعيدية، لاسيما خلال السنوات الأخيرة التي تكاد تتحول فيه هذه المدينة، وتسمى بذلك تجاوزاً، إلى ما يشبه سوق ” المتلاشيات”، بحكم توالي مسلسل إعدام المعالم والثراث والآثار والمكونات التي تشكل صورة وهوية كل مدينة على حدا.
كما أن توالي هذا الإعدام، يجعل من مدينة السعيدية كائنا بدون روح.
حيث،
تعتبر قصبة السعيدية من اهم المعالم التاريخية والاثرية التي تزخر بها المنطقة الشرقية في وطننا الحبيب العديد من المغاربة يعرفون مدينة السعيدية السياحية بشاطئها الجميل وموقعها الهام والاستراتيجي على البحر الأبيض المتوسط حيث يعتبر شاطئها من أجمل الشواطئ المغربية .
ويعود تأسيس القصبة إلى 1883 على يد المولى الحسن الأول ،حينما أمر ببناء قصبة بمصب وادي كيس لتكون شاهدا على خط الحدود بين المغرب والجزائر في أقصى نقطة من شمال البلاد والمعروفة بالأولياء الصالحين المدفونين في القصبة ،ومن بينهم سيدي أحمد وسيدي إدريس كما تقام كل سنة مواسيم “احتفالية الوعدة ” التي تتميز بطابعها الإنساني والاجتماعي والديني .
وهذا الفصل المختصر من تاريخ قصبة السعيدية يؤكد بما لا يدع مجالا للشك الاهمية التاريخية الكبيرة لهذه المعلمة التي باتت في وقتنا الراهن عرضة للاندثار بسبب ظهور تشققات مختلفة في جدران آيلة للسقوط ولا يسعنا في هذا المقام كمهتمين بتاريخ المنطقة وكمواطنين ايضا الا المطالبة من الجهات المختصة باتخاذ التدابير اللازمة لترميم هذه المعلمة التاريخية التي تحكي فصولا مديدة من تاريخ المنطقة بعدما شهدت احداث مختلفة لكي تبقة في ذاكرة الاجيال الصاعدة . كما نتمنى ان تبادر وزارة الثقافة الى صيانة هذه القصبة التي تختزن جانبا من الذاكرة التاريخية للمنطقة ونامل ايضا ان يقوم المجلس البلدي بالسعيدية ايلاء العناية اللازمة لهذه القصبة على الاقل بالسهر على نظافتها وحماية البيئة المحيطة بها خاصة انها تحولت الى مطرح للنفايات من مختلف الانواع والاشكال .
وختاما :
العنوان الوحيد والصورة النمطية وحدها لا تحقق التنمية الاقتصادية والاجتماعية. والتهافت وراء امتلاك الثروة والعقار والعمارات وثقافة الاستهلاك المفرط والمظاهر المادية لا تصنع الإنسان الذي ينبغي أن يبدع وينتج ويعي محيطه وما حوله.
السعيدية، ليست سوقا كبيرا، بل وحتى مدينة الأسواق الكبيرة.
السعيدية مدينة من الممكن أن تكون على أحسن ما هي عليه، لو كان من يتحكم في زمام أمورها هو الآخر أحسن مما هو عليه الآن.
تعليقات 0