جريدة نبأ نيوز

الإسلام بين النقل البشري و كلام الله… بقلم محمد أسامة الفتاوي

الأسلام هو دين الفطرة ودين كل الأنبياء والرسل ، لأن الدين عند الله الاسلام .. أي ان الله خلق الجميع على فطرة الأسلام ثم ارسل كافة انبيائه ورسله لكي يؤكدوا ذلك للناس وهكذا يجتمع الناس على مبدأ الاستسلام لأوامر الله وفعل الخيرات لكي يعيشوا بسلام مع بعضهم ويعمروا الأرض التي هم خلائف فيها ، وهذا هو معنى الأسلام (الجمع بين الخضوع والأستسلام لله والسلام الذي ينتج عن ذلك) .. ومن البديهي ان الأسلام يحث على التقدم والتطور والأنسان هو الذي يحمل هذه الرسالة لذلك وهبنا الله العقل وأمرنا مرارا وتكرارا باستخدامه بصورة غير محددة بأمر معين فقط .. ونرى الأمثلة في القرآن الكريم واضحة وتكرار كلمة أفلا يعقلون أو أفلا تعقلون بصورة مطلقة غير محددة .. فقوله تعالى “أفلا تعقلون” بدون ذكر أو شرح ماذا نعقل تعني ان استخدام العقل يجب ان يكون دائم وفي كل شيء ولاينحصر بأمر ما فقط .. وهذا هو اساس التقدم والتطور .. ولذلك نرى عبر التاريخ ان الحضارات العظيمة قامت باستعمال العقل ونحن اليوم نقف مشدوهين امام التقدم الحضاري في العالم وكيف ان الغرب والشرق فهموا ما لم نفهمه نحن المسلمين ، ولذلك هم تقدموا ونحن تقهقرنا .. فهم فعّلوا ارادة الله في الخلق فاستخدموا عقولهم وطوروا انفسهم وكل شيء حولهم بينما نحن نيام وشبه أموات مشغولون بالسفاسف والتوافه والقشور والخرافات ، وقدمنا النقل البشري على العقل الذي وهبنا الله وأمرنا باستخدامه ، بل اننا تجرأنا ان نقدم النقل البشري على كلام الله .. فالنتيجة هي السقوط الحتمي واننا اليوم عالة على العالمين وعار على الأسلام.