جريدة نبأ نيوز

أين تلك الكائنات من “السحرة والكهنة والشوافات والفقهة “لإيجاد لقاح لكورونا أو إخفائه عن الوجود


أسامة الفتاوي -نبأنيوز

من قديم العهود قرأنا وعايشنا سمعنا انه عندما يمر بعض الاشخاص بأوقات صعبة يلجأون عادة إلى كل ما هو روحاني ،يتربصون باي بارقة امل تنير لهم الدرب وتزيل عنهم الكرب وتريحهم من الهم والغم ليتحقق لهم مايدور من افكار في عقولهم حتى ولو كان ضد مشيئة الله عز وجل وخاصة المرأة التي تلجأ في كثير من امورها الحياتية الى الدجل والسحر بحثا عن حلول لمشكلات راسخة في عقلها او مرض استعصى عن الطب ليصبح الدجال والفقيه والشوافة والكاهن والمنجم وقارئة الفنجان الحل الوحيد بعيدا عن ذكر الله والاستعانة به .  

كائنات لا تعرف السجود لله ، وانما لشياطينهم من الإنس والجان …على طول عقود توهم زبنائها بفك السحر وجلب المحبة وايقاع الضرر بين الناس ، ولعمل الحظوة ولدفع الأذى والحصول على كرسي المسؤولية والبقاء فيه وايجاد العريس وحب السيطرة ونزعة الشر ، وجلب المال والجاه ، والنجاح في العمل والحياة والتحكم في الآخر حيث أن العالم العربي ينفق من 5 : 7 مليار دولار سنوياً لهذه الاغراض .

أحبتي،

الإنسان بغض النظر عن جنسه وعرقه وأصله وفصله ومكانه على الأرض يؤمن بما وراء الطبيعة ( الميتافزيقا ) من قوى خارقة غيبية لها انعكاسات ومؤشرات على حياته ، ويتفاوت هذا الإيمان بها من شعب لشعب ، ومن إنسان لإنسان ، وذلك لأنها من الموروثات الفكرية لأجيال سابقة ، تناقلتها جيلاً بعد جيل ، ولا يستطيع أى جيل إنكارها والعمل على إلغاءها ، ذلك لأنه ملزم أدبياً وأخلاقياً ليكرر ما قاله بني قومه وأجداده الأوائل عنها حتى لو لم يعترف بها.

إن الله جل جلاله وضع لنا ميزانا سماويا، وأمرنا بفعل الخيرات ونهانا عن المنكرات، ولكن هناك أناس لم يعتبروا بما رأوا من عظمة الله في خلقه ، واتجهوا لفعلٍ أنكرته كل الشرائع السماوية بل وحاربته، ألا وهو “السحر” بل إنه من شر الموبقات، وأكبر الكبائر، التي يستحق مرتكبها لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، في الدنيا ويوم يقوم الناس لله رب العلمين.

بعد ان تعذر على هؤلاء السحرة والمشعوذين والكهنة والشوافات من قبل توفير الامان والاستقرار والدوام لرؤساء وامراء وبليارديين هاهم امام امتحان بسيط فشلوا فيه وهن توفير لقاح ضد كورونا كوفيد19
او السيطرة عليه، انه لمن المؤسف أن ظاهرة السحر والشعوذة والتنجيم وقراءة الكف، عادت للانتشار في أوساط الناس مع ان الرؤية اتضحت وان لاحول لهم ولا قوة .


فكم هو مؤلم جدا وأنت ترى قطعانا بشرية، تسعى شد سيقانها نحو أبواب الكهان، والمشعوذين،والعرافات والفقهة يرجون منهم كشف الضر، وإبراء المرضى والمصابين بداء المس والسحر ويبذلون في سبيل ذلك الأموال الباهضة، مقابل ما يحصلون عليه من وعود كاذبة، وأوهام باطلة!
ومنهم من يقصد هؤلاء السحرة للتواطؤ، معهم على مضرة الناس في أموالهم وبيتهم وأهلهم وأولادهم وأنفسهم((وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله))
السحر عمل يتقرّب فيه إلى الشيطان، وبمعونة منه،فالسحر هو اتفاق بين ساحر وشيطان،على أن يقوم الساحر بفعل بعض المحرمات أو الشركيات،مقابل مساعدة الشيطان له وطاعته في ما يطلب منه.
ويحذرنا من مكائد الشيطان تحذيرا شديدا، لأن الوقوع في مصائد الشيطان معناه الخسارة الماحقة في الدنيا والدين، وذلك هو الخسران المبين حيث يقول الله تعالى
(إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا)
((الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم)
((ومن يتخذ الشيطان وليا من دون الله فقد خسر خسرانا مبينا)
((يأيها الذين ءامنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان. ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر )
ورغم هذه التحذيرات القرآنية الصريحة والصارخة، من الشيطان وكيده، هناك صنف من السفهاء عموا وصموا، فزين لهم الشيطان أعمالهم فاتبعوه، ليحققوا مطامعهم، ويشبعوا نزواتهم ورغباتهم العاجلة، ونسوا أو تناسوا أن ما يعدهم الشيطان ويمنيهم إلا غرورا وسرابا لامعا.
إذا كان الدجل والشعوذة، نوعا من العبث الذكي والمنسق بعقول ورغبات الناس، فإن السحر فن وصناعة، يتطلب مهارة وخبرة لدى من يمارسه، وهو علم له قواعد، وتعاليم مدونة، يتناقلها السحرة جيلا بعد جيل، وقواعده غاية في التعقيد والسرية، ولذلك فإن عدد الذين يزعمون أنهم سحرة كبير جدا، وهؤلاء هم الدجالون الذين يمارسون الخداع والابتزاز، ويبيعون الوهم للمغفلين.
فما هي قيام صناعتهم على الكذب والدجل
كثرة الأمراض والأوهام فهذا مريض مرضاً استعصى على العلاج فإن السحر ينتشر ويتفاوت انتشاره من زمان إلى زمان، ومن مكان إلى مكان، ومن أشخاص إلى أشخاص بحسب تفاوت الأسباب. كالغيرة والحسد والكره والجهل .
فتجد منهم من يجهل حقيقة السحرة والمشعوذين والكهان، وتراه يغتر ببعض ما يقومون به من مخاريق وأمور خارجة عن العادة، ويغتر بما يشاع عنهم من أخبار تفيد أنهم يعالجون، أو يجلبون السعادة، أو ما يدَّعونه من العلم، والديانة.
فما هو إلى ضعف الإيمان والتقوى: قال الله عز وجل في حق الذين يؤثرون السحر: (وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنْ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ)
والمؤمن المتقي يعوضه الله في الدنيا خيراً مما يطلبه الساحر ويؤثره مع تعجيله..
أرجوا أن يكون هذا البحث سببا لإفادة كل من يقرأه أو من يعمل به، والله الموفق وهو يهدي السبيل