جريدة نبأ نيوز

أسامة الفتاوي يكتب: الحب حسب مفهومي الشخصي

يعتبر الحبّ من أشهر وأهمّ المواضيع التي تناولها المحلّلون النفسيّون، حيث يشكّل قيمة مهمّة في أبحاثهم القديمة والمعاصرة، لهذا فقد تعدّدت تعريفات الحبّ واختلفت، فالحبّ كما يفيد علم النفس هو مجموعة من التصرّفات التي تُصحب باهتمام قويّ وفريد لشخص ما مع التأثر به بدرجة كبيرة، وهو أيضاً شعور قويّ بالتعلّق والحاجة إليه، وكذلك هو عبارة عن شعور مباغت بالانجذاب والتأثّر بشخص ما يتعرّض له الإنسان في حياته، وهو أيضاً عبارة عن مجموعة من المشاعر التي تقوم على بعض القيم السامية مثل الاهتمام والاحترام الذين يكنّهما الشخص لشخص آخر،

بالإضافة إلى أنّه خيار بتقديم المساعدة لشخص معيّن، وتعريفات الحبّ الكثيرة التي وافق عليها علم النفس تلخص إلى أنّه مزيج من المشاعر السامية تجاه شخص بعينه، وهو ما يؤدّي إلى أن يصبح هذا الشخص ذا مكانة عالية في حياة الإنسان، ويجدر التنويه هنا إلى أنّ مفهوم الحبّ لا يقتصر على حبّ إنسان لآخر وحسب، بل إنّه قد يكون شعوراً موجّهاً تجاه مفهوم معيّن كحبّ الخير أو أن يكون موجّهاً لحيوان على سبيل المثال، كأن يحبّ الإنسان قطّته

   علامات الحب

يوجد العديد من الأمارات التي تدلّ على أنّ الشخص قد وقع فعلاً في الحبّ، وقد تمّ دراسة هذه العلامات استناداً إلى علم النفس الذي يوضّح الفروق بين الواقع في الحبّ والمتوهّم بذلك، ومن هذه العلامات:

1_الشعور بالانجذاب الكبير

إنّ واحدة من العلامات الأولى للحبّ والتي تعتبر من أكثرها دلالة عليه هي أن يكون الشخص منجذباً بطريقة كبيرة إلى شخص معيّن، وهذا الانجذاب محدد بأنّه رومنسيّ، ويدلّ على أنّ الشخص يريد التقرّب أكثر من الشخص الذي يعجبه وهو ما يعني أنّه واقع في الحبّ معه

2_التصرف بشكل طبيعي

حسب قراءاتي في هذا المجال وتجربتي، الذين يتحدّثان بصراحة مع بعضهما ولا يعمدان إلى إخفاء الحقائق ويهتمّان بالاقتراب أكثر من بعضهما هما أكثر قدرة على إنشاء علاقة حبّ ناجحة، ولذلك فإنّ الحبّ الحقيقي هو أن يكون الشخص على طبيعته، وأن يكون نفسه بصدق، وأنّ يأخذ كامل راحته مع الطرف المقابل

3_التواصل البصري

إنّ الشخص الذي يقع في حب شخصاً فإنّه لا يستطيع أن يبعد نظره عنه بل على العكس، فإنّه حالما يراه ينسى كلّ شيء من حوله وينشغل فقط به، ولذلك فإنّ الشخص المحبّ هو الذي يكون على تواصل دائم مع محبوبه من خلال العين، وهو ما يتيح له التعبير عن مشاعره بطريقة مختلفة توضّح شعوره الاستثنائيّ

4_الاستمتاع برفقة الحبيب

يعتبر الاستمتاع بصحبة الطرف الآخر من الأشياء التي تدلّ على أنّ الشخص واقع في الحبّ معه؛ وذلك لأنّ الإنسان لا يستطيع أن يكون مستمتعاً برفقة أيّ كان، ويجدر التنويه هنا إلى أنّ هذا الشعور يكون فريداً من نوعه، فقد يشعر الشخص بالمرح والمتعة برفقة الأصدقاء وغيرهم من المقرّبين، ولكنّ هذا الشعور مع الحبيب يكون نادراً ومختلفاً لا يشبه أي مشاعر عادية، وهو ما يجعل الشعور يرتقي لأن يكون حبّاً

5_جعل حياة الحبيب أسهل

إنّ الإنسان عندما يحبّ شخصاً ما فإنّه يهتمّ لأن تكون حياته سلسة ومريحة وخالية من التعقيدات، ولذلك فإنّه بسبب حبّه يحاول دوماً أن يساعد حبيبه في تخطّي جميع الصعوبات التي قد يمرّ بها، وتعتبر هذه العلامة واحدة من أشهر العلامات التي توضّح الشخص العاشق، وذلك لأنّه لا يستطيع أن يقف مكتوف اليدين عندما يجد أنّ حبيبه يعاني من شيء ما بل على العكس، فهو يأخذ زمام المبادرة لتقديم العون

6_التخطيط للمستقبل

عندما يصل الشخص إلى مرحلة أنّه يتخيّل المستقبل مع شخص معيّن، فإنّ هذا يعني أنّه يحبّه ويريد أن يكمل بقيّة عمره معه، ولا تتّضح هذه العلامة منذ بداية التعرّف إلى الشخص مباشرة بل إنّها تأخذ وقتاً حتّى يتأكّد الشخص من صحّة افتراضه هذا، ولكن حالما يؤكّد لنفسه أنّه يريد الارتباط بهذا الشخص بشكل رسميّ ومدى الحياة، فإنّ هذا يعني أنّه قد وقع فعلاً بالحبّ معه، وتبيّن هذه العلامة كذلك جدّية الشخص

        أسباب الحب حسب مفهومي

للحبّ أسباب عديدة، منها ما يمكن ذكره ومنها ما هو غامض، وذلك يرجع إلى طبيعة الحبّ المعقّدة، ولكنّ الخبراء النفسيّين أثبتوا أنّ الأسباب التالية تسهم في إشعال الحبّ

التشابه

يبحث الإنسان عادةً عن الأشخاص الذين يتشابهون معه في بعض السمات الشخصيّة بالإضافة إلى الاعتقادات والتصوّرات الكبرى، لذا فحالما يجد الشخص الإنسان الذي يتشابه معه فإنّه من الممكن أن يقع في الحبّ

إيجاد الصفات المرغوبة

قد يضع الشخص في ذهنه مسبقاً عدداً من الصفات التي يرغب بأن تكون موجودة في شريك حياته، كالوسامة والجمال، والرأفة والطيبة، والذكاء، وغيرها من الأشياء التي تختلف باختلاف كلّ شخص، ولذا فإنّه حالما يقابل الشخص الذي يحمل هذه الصفات فإنّه يقع في الحبّ معه؛ وذلك لأنّه في الأصل واقع في حبّ الصورة التي رسمها في خياله

تلبية الحاجات

يحتاج الفرد لأشياء معيّنة في شريك الحياة، منها أن يكون مهتمّاً به إلى أبعد حدّ، ومنها أن يكون ذا قدرة على إعطائه الحبّ الذي يلزمه ليكون أفضل، لذلك عندما يشعر بأنّ الآخر يلبّي هذه الحاجات فإنّه سيقع في الحبّ دون انتباه حتّى؛ وذلك لأنّ الشخص المقابل يملأ الفراغات والحاجات الضروريّة له

الإعجاب المتبادل

عندما يشعر الشخص بأن الشخص المقابل يكنّ له مشاعر الإعجاب والانجذاب، فإنّه سيقوم بدوره بالانجذاب إليه كردّ فعل على إعجابه، لذا فعند حدوث هذا الأمر فإنّ احتماليّة الوقوع في الحبّ تصبح كبيرة جداً.

بقلمي

محمد أسامة الفتاوي