برج في غرب لندن حريق وقتلى… صورة واحدة لا شيء آخر!!؟؟؟
احترق برجان في نيويورك في 11 أيلول 2000، لكنّ المفارقة أننا لم نشاهد سوى صورة شبه جامدة لالسنة نار تتصاعد واناس تركض فقط. لا نقطة دماء، لا سيّارات اسعاف، لا صرخات استغاثة أو غضب.
اليوم احترق برج في غرب لندن… صورة واحدة موزّعة على وسائل الاعلام امتدّت على شاشات التلفزة. لا شيء آخر.
ماذا يفعل الصحافي في تلك البلدان؟ كيف يتمالك نفسه لعدم نقل تفاصيل إضافيّة للحدث؟
هناك، في الانظمة الديمقراطية، حيث حرية الرأي وحقوق الانسان، تبدو التغطية الاعلامية مكبّلة، بما يشبه الانظمة الديكتاتورية في عهد بريجنيف وتشاوتشيسكو.
لا مراسلين يركضون ولا كاميرات تنقل ما يحدث. التغطية الاعلاميّة شبه غائبة وتقتصر على بيانات رسمية كلاسيكيّة.
الصحافيّون الاجانب يشفون غليلهم عندما يأتون الى الشرق، الى لبنان، سوريا، اليمن، العراق وليبيا. ويموتون أحياناً هنا وهم ينقلون الخبر والصورة الوحشيّة للحروب والارهاب والازمات الانسانيّة كما هي: دماء، نزوح، جوع، دمار، موت. يساهمون معنا في نقل الازمات الى الساحة الدوليّة وتحريك الرأي العام.
نحن الشعوب العربيّة ترعرعنا على الدماء والحروب وأصبحت جزءاً من حياتنا: ندفن الحزام الناسف بأجسادنا وننسى السيّارات المفخخة. ندفن امواتنا ونعود الى الحياة.
نتساءل ماذا تفعل تلك الشعوب الاجنبيّة اليوم مع الارهاب الآتي اليها؟ ربما تمضي أوقاتها في العيادات النفسيّة للعلاج من الصدمات؟
السبق الصحفي يسكن كلّ محترف وانما ايضاً نقل الصورة على بشاعتها يهزّ الرأي العام ويغيّر المعادلات السياسيّة في أروقة الامم.
تعليقات 0