معا نستطيع التغيير للتغلب على معيقات التطور والتنمية الإنسانية إذا كانت السياسة والإنسان هي الإعاقة!!!

بقلم محمد أسامة الفتاوي ،
كلما اختليت بنفسي إلا ويباغثني تساؤل فلسفي رهيب يعكر صفو خلوتي ويستفزني شر استفزاز لأنه يهيمن بقوة على ساحة وغي تفكيري وينطقني رغما عن أنفي:
كيف يمكننا أن نتغلب على معيقات التطور والتنمية الإنسانية إذا كان السياسة هي العائق لهذا التطور أو جزءا من هذه العوائق؟ وكيف يمكننا مواجهة العوائق الخارجة عن إرادة الإنسان، إذا كان الإنسان مصدرا لعوائق أخرى؟ وكيف يمكننا أن نساهم في تهذيب الإنسان، إذا كان هذا الإنسان يدمر هذا التهذيب؟ وكيف يمكننا أن نرقى إلى مستوى أرفع من التطور والمعرفة، إذا كانت مناهجنا التربوية والبيداغوجية ومؤسساتنا العلمية والمعرفية تخضع لسياسة و لفلسفة وحدانية السوق؟ وهل من المقبول أن نرفع شعار الكرامة الإنسانية إذا كانت هذه الكرامة تخضع لقانون العرض والطلب؟ وهل من المقبول أن نرفع شعار الديموقراطية، إذا كانت هذه الديموقراطية تذبح بسكاكين الكوطا والمحاصصة السياسوية وبأصول تجارية إسمها اسمها الدين واليمين واليسار والاشتراكية والشيوعية ؟
إن المدخل الأساسي للتغيير يبدأ بالتوعية والتأطير والتعبئة والضغط في اتجاه تفعيل مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة والمشاركة الكثيفة في المحطات الاستحقاقية.
الدعوة الى مقاطعة هذا الحزب أو ذاك في الاستحقاقات المقبلة، أعتبرها دعوة انهزامية لا تخرج عن نطاق لاستحمار والاستجحاش والاستبغال التي اصبحت معانيها منتهية لصلاحياتها عند جيل اليوم من الشباب …وكل من يراهن على مفعولها اليوم يثبت أنه لا يزال يفكر بمنطق العقليات التي تجاوزها الزمن.
نحن في حاجة إلى مشروع مجتمعي بديل قادر على مواكبة تطلعات وانتظارات الناس على كافة الاصعدة وعلى جميع المستويات وقادر على تحرير البلاد من مظاهر الاحتقان الاجتماعي واستئصال جدورها ومسبباتها والدفع بعجلة التنميةالشاملة والنهوض بالاقلاع السوسيو إقتصادي وتعزيز مسار البناء الديمقراطي القائم على اساس الكفاءات والطاقات الشبابية المتشبعة بحس الانتماء الوطني، وكذلك القدرة على تحرير المجتمع من الاصنام وحلفاء الفساد والإفساد بمختلف اصنافه والوانه ودرجاته.
نحن في حاجة الى التعبئة الشاملة والتوعية والتأطير بأهمية متطلبات هذه المرحلة الحساسة من تاريخ بلادنا والدعوة الى إشراك الجميع في المحطات الاستحقاقية المقبلة للتخلص من الكائنات الإنتخابية المتعفنة بغض النظر عن انتماءاتها السياسية وتوجهاتها الفكرية وتحرير البلاد والعباد من رجسها واستبدادها والعمل على فسح المجال أمام جيل جديد من المسؤولين يجمعهم حس الإنتماء الوطني وخوفهم على وطنهم.
أما الدعوة الى مقاطعة حزب بعينه لأجل أن يحل محله ماردون وجشعون جدد، فهي دعوة استحمارية واستبغالية لا يمكن ان تنطلي على وعي الجيل الجديد من الشباب.
تعليقات 0