ماذا لو كان ولدك أو ابنتك ضحية لتلك الجريمة – لا قدر الله-؟ حين تغتال الطفولة!

12 سبتمبر 2020 - 10:39 ص

أسامة الفتاوي _ نبأنيوز

طير جنة الله *عدنان *

استيقظت هذا الصباح و كالعادة فتحت الفايسبوك وأول خبر وجدت كل اصدقائي يتقاسمونه خبر العثور على الطفل عدنان مدفونا مقتولا مغتصبا ،الخبر نزل علي كالصاعقة كانه فرد من العائلة ،بكيته و دعوت له بالرحمة و المغفرة و دعوة الله ان يصبر أهله ،فليس هناك اصعب من فقدان الأبناء وخاصة بهذه الطريقة البشعة خطف و اغتصاب ثم قتل .

أسئلة كثيرة تتبادر للذهن ما الذي قتل عدنان وقبله أطفال أبرياء؟ ولماذا تحصل هذه الجرائم في الأصل؟ وما الذي يجعل البالغين من الغرباء والأقارب يعتدون على هذه الشريحة من المجتمع، التي تعتبر الأمل والمستقبل؟ أسئلة كثيرة وظاهرة خطيرة، تحولت من الاعتداء إلى القتل تجعلنا نطرح عديد الاسئلة و يبقى السؤال الاهم كيف نحمي اطفالنا ؟ وعلى من تقع مسؤولية حمايتهم من هذه الذئاب المتربصة بهم؟

“الاعتداء الجنسي على الأطفال”، إنها الظاهرة القديمة الجديدة، مازالت وستبقى خطر يهدد حياة ومستقبل الأطفال في المغرب، ما لم يدق الجميع ناقوس الخطر، دولة ومجتمعا مدنيا وإعلاما ورجال القانون .فمرة أخرى، يتعرض طفل في بلادنا مع الأسف، ، للخطف والاغتصاب والقتل دون رادع من دين أو أخلاق، مما يتطلب منا ضرورة مواجهة هذه الظاهرة الغريبة عن قيم وأخلاق مجتمعنا المسلم.

إن خطف واغتصاب وقتل الأطفال تمثل منذ أكثر من سنوات كابوسا يؤرق العائلات المغربية فالأطفال زينة الحياة الدنيا، وهدية الله على الوالدين، ومنحته لهما، وهم ثمرة الأسرة وأملها في المستقبل ومما يندى له الجبين ويدمي له القلب ما تتعرض له الطفولة من جرائم وحشية، تعددتْ أشكالها وتراكمت آثارها، حيث تطالعنا الصحف ووسائل الإعلام المتنوعة يوميا بأخبار موجعة وأنباء مفجعة عن أفعال مفزعة، والإحصاءات تنبئ عن خطورة الأمر، وتنذر بدق ناقوس الخطر، ووجوب المواجهة الحاسمة والحازمة لمن تسول له نفسه القيام بمثل هذه الجرائم الشنيعة.

المسؤولية هي مسؤوليات في حقيقة الامر ، فحفظ الطفولة وحمايتها مسؤولية مشتركة بين الأسرة و مؤسسات التعليم وكذا جمعيات المجتمع المدني و الأمن والقضاء والسلطات التشريعية والتنفيذية، كل حسب موقعه. يجب على الدولة القيام بواجباتها ومسؤولياتها أحسن قيام، كما يجب على الآباء أن يتعلموا كيفية الحفاظ على سلامة الأطفال من الإساءة الجنسية أو الجسدية دون تخويفهم أو إرباكهم بتفاصيل صريحة عن كلّ الأشياء السيئة الّتي يمكن أن تحدث. فالأطفال هم الأكثر عرضة لكافة أشكال الاستغلال من قبل الكبار، سواء أكان ذلك من أجل المال أم من اجل امور اخرى ، لذلك فهم يحتاجون للحماية أولًا عن طريق أسرهم، ثم المجتمع بكل مكوناته ثانيا.

ومع الأسف أن القانون المغربي ليس بالشدة والصرامة الكافيتان للحد من هذه الظاهرة ، ، كما أن تجميد أو تعطيل تطبيق عقوبة الإعدام في بلادنا شجع وحفز المجرمين وأصحاب القلوب المريضة والعقول الدنيئة شجعهم على مثل هذه الأعمال حيث لا رادع ولا دين ولا أخلاق..
لقد أصبح المجرم في المغرب–مع الأسف- لا يخاف القضاء أو القانون، وأصبح لا يعطي قيمة للعقوبة، وأصبح يتباهى بجرمه ولا يبالي بأيّ قانون أو عقوبة أو عدالة.

السجن لم يعد رادعا، السجن بشكله الحالي صار أشبه بفندق خمس نجوم لهؤلاء المجرمين، يدخلونه ويخرجون ليرتكبوا جرائم أفظع حيث يتم تسجيل حالات عود كثيرة في هذه الجرائم . الإعدام وحده سيردع هؤلاء المجرمين، وسيدفعهم للتفكير ألف مرة قبل الإقدام على الاعتداء على طفل, مغتصبو الأطفال يستحقون الإعدام، ليس مرة واحدة بل أكثر من مرة إن أمكن ذلك واقول الى رافضي عقوبة الاعدام من منطلق الدفاع عن الحق في الحياة ,حقوق الإنسان تطبق على الإنسان، ومرتكب تلك الجرائم ليس بإنسان، هو ذئب بشري يغتصب براءة الأطفال ويدمر المجتمع و اقول ايضا ماذا عن حق عدنان رحمه الله وقبله الكثيرون في الحياة، واقول ايضا ماذا اذا كان عدنان ابنك .

آن الأوان للوقوف بصدق وموضوعية ضد كل من يتخندق خلف حجج وأفكار وقيود و«رمال» اختنقت بها «رؤوس النعام» الهاربة من مواجهة الحقيقة! سؤال نوجهه إلى كل أب وأم، وكل راع مسؤول عن رعيته: «ماذا لو كان ولدك أو ابنتك ضحية لتلك الجريمة – لا قدر الله-؟، ماذا يمكنك أن تفعل إن اكتشفت أن المجرم الذي اغتال براءة صغيرك، إنما هو شخص ينتسب لعائلتك أو من أقاربك، أو من بين أهلك؟، هل تكتفي بعض أنامل الندم؟، وإن ندمت العمر كله، هل ينجح في ترميم ما أفسده «الإهمال» لفلذة كبدك؟ إنها صرخة عالية تمتزج بأنات الألم والقهر مع كل التفاصيل المأساوية التي اطلعنا عليها مباشرة من مصادرها وضحاياها دون وسيط! ليست دعوة إلى التجرد من حبال الثقة، والتذرع بالشك والريبة في كل من حولنا، وإنما هي رسالة مفتوحة، تنبه وتحذر من كل صور وأشكال الإهمال أينما كان، وأينما وجد، إنها صرخة جادة لتبني ثقافة فاعلة ورؤى موضوعية تحقق حالة من الوعي الناضج للحد من كل مظاهر الإساءة والتعدي على الأطفال.

بقلمي

أسامة الفتاوي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *