جريدة نبأ نيوز

حب بين قرار وقدر “الجزء الأول”

كلما ازددت تفكيرا فى الشخص الذي تعجب به كلما زادت إفرازات تشعرك بشئ من الإستمتاع، وهي تقل جدا عند الإنفصال،
فنجد ان الاشتياق مثل الألم الذي يستشعره المدمن عند حرمانه من المادة التي أدمنها.
أقدم لكم اليوم قصة بعنوان “حب بين قرار وقدر ” قصة رومانسية حزينة..
الجزء الأول .

كانت أصوات الزغاريد تملأ المكان وكل شيء، أجواء من الفرح تعم المكان والجميع، الكل يبارك ويسارع بتقديم التهنئة للعروسين والعائلة ،السعادة تظهر على وجوه الجميع ، ما عدا ثلاثة اشخاص اثنان هم كانوا يتصنعون السعادة حتى لا يعلم احد ما بداخلهم ، إنهم الحدث الرئيسي من اجلهم حضر الجميع ، لقد كانت السعادة التي ظهرت على وجه راغب و وفاء ما هي إلا لإخفاء ما بداخلهم من حزن .

كان راغب يشتعل من داخله كالبركان الثائر ، يوشك ان يقذف بالحمم على من حوله لكنه جعل هذا الغضب بداخله حتى لا يعلم به اقرب الناس اليه ، اما هي كانت كذبيحة تساق الى جزار كي يقضي بسكينتة الحادة على حياتها ويذبحها ، اتفقا رغم اختلافهما على اظهار السعادة امام الجميع .

وكان هو على النقيض يقف هناك في ذلك الركن ، يتابع الفرح من بعيد ، ظهر كشبح يقف في الظلام رغم كثره الاضواء، لقد كانت التعاسة والحزن يخيمان على وجه خالد ، ولما لا فلقد اصبح اليوم وحيدا ، لقد انتزعت منه الحياة الفتاة الوحيدة التي احبها حتي الجنون ، ذهبت دون رجعة لقد اصبحت الان زوجة لغيرة .

لا يستطيع حتى ان يفكر في الاقتراب منها ومكالمتها ، انها تعني له الحياة بكل ما تحمله من معاني حبيبته هي ، لقد استمر حبهما اكثر من خمس سنوات كاملة ، لم يستطع اي شيء ان يفرق بينهما ، استطاعا ان يمرا بحبهما وسط امواج عالية شديدة ، من الكراهية وعدم الرضا من الاهل حتى وصلا الى ما قبل النهاية، ثم كانت القشة التي قصمت ظهر البعير .

انتهى وقتها كل شيء ، حينما احتاج أخاه الى إجراء عملية جراحية عاجلة ، لذا تحتم عليه ان يساعده بمبلغ من المال ، كان هذا المبلغ جزء من المهر الذي اتفق عليه مع والد وفاء .

فاضطر مرغما على تأجيل موعد الزفاف ، فما كان من اهلها الا ان اقاموا الدنيا ولم يقعدوها ، استمر الامر عدة ايام كان اخرها ، عندما اتهمته وفاء بانه لم ولن يحبها يوما ، وان كل ما مضى ما هو الا وهم وكذب وخداع ، جعلها تعيش فيه.

ثارت ثائرته من ذلك الاتهام الكاذب ، كان غاضب بشدة فهي كل حياته ثم بعدها انتهى كل شيء ، عندما اصر والدها على انهاء ذلك الارتباط الذي هو في الاصل لا يريده لابنته ، انفصل الحبيبان عن بعضهما ، افترقا لكن الحب لم يمت .

احتفظ كل منهما بحبه في قلبه ، عسي ان ينسيهما الحب ما سببته الايام من جراح وفراق ، و لكن دوما تأتي الرياح بما لا تشتهيه السفن ، تقدم راغب لخطبتها ، على الفور وافق اهلها سريعا ، استنجدت بكل من تعرف لكي تمنع تلك المصيبة ولكن ما من مجيب فراغب عريس لا يعوض ، ولكن كيف تستطيع العيش ، مع احد غير خالد؟
كادت تموت قهرا!!!
وماذا سيحدث بعد أن تزوجت وفاء من راغب ، وهي لا تحبه وتركت حبيبها خالد الذي كانت تعشقة ولكن الظروف فرقتهما ، ولكن ترغمنا الظروف على فعل ما لا نريد هكذا هي الحياة ، فنظل مرغمون على التعايش مع واقع لا يناسبنا ولا يناسب احلامنا الكثيرة ومشاعرنا الحالمة، إنتظروني في الجزء الثاني من قصتنا “حب بين قرار وقدر ” الجزء الثاني .

يتبع…..
محمد أسامة الفتاوي
جميع حقوق النشر والتأليف محفوظة