جمعة السواد بالحسيمة فعل ورد فعل ،كلاهما غير مقبول، تحول فيها مواطن عادي الى زعيم سياسي، وقائد لحَراك جماهيري ولكن البادي أظلم …
إن سلوك المواطن المغربي و الناشط ناصر الزفزافي ليس سوى رد فعل متهور على سلوك الدولة، حين لجأ الإمام الى خطاب ديني تحريضي ضد نشطاء الحراك الاجتماعي الذي تعترف الدولة نفسها بشرعيته بدليل إيفادها وفد وزاري.
أئمة استفزوا الساكنة بخطابات من المفروض أنها دينية محضة إذا بها خطابات مسيسة تم تعميمها من وزارة الأوقاف تتهمهم بالفتنة وتطالبهم بإنهاء الحراك، مع أن جلالة الملك منع بشكل واضح ومباشر خطباء المساجد من استغلال الدين في السياسة.. ولا يعقل أن يتم منعهم وقت الانتخابات لقطع الطريق على الأحزاب الإسلامية ويتم السماح لهم وقت الاحتجاجات لتدجين المواطنين.
بعد اختفاء ناصر الزفزافي حتى يلقى عليه القبض تطبيقا لتعليمات الوكيل العام للملك بالحسيمة، وبعد ظهوره في شريط فيديو وهو يطمئن الناس على نفسه وأحواله ويقول بأنه بخير، ويطالب أهل الريف بالقيام بإضراب عام ، ويقدم لهم نصائحه وتوجيهاته…….
بعد هذا أصبحنا نشعر بأن مرحلة أخرى من التصعيد قد بدأت، وأن الحراك الذي كان ينطلق على مرأى ومسمع من السلطات ، أصبح يقاد من نقطة مجهولة ، وأن من كان يعتبر أحد متزعمي الحَراك والذي كان تحت أعين السلطات دقيقة بدقيقة أصبح الآن بعيدا عن مراقبتها وشبه مبحوث عنه، فهي لا تعرف مكانه ولا تستطيع أن تتابع تحركاته، وهذا أخطر ما يمكن أن تواجهه الدولة .
إن وزراء الدولة ومسؤوليها المفتقرين إلى الحنكة السياسية قد حولت مواطنا عاديا كان يرفع صوته بمطالبه الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والحقوقية كسائر المواطنين الآخرين ،، ها هي الدولة تحوله شيئا فشيئا إلى زعيم سياسي، وقائد لحَراك جماهيري …
أحيانا يرتكب بعض المسؤولين أخطاء لا يقدرون عواقبها الوخيمة .
تعليقات 0