جريدة نبأ نيوز

الفساد الإداري والقرارات الميزاجية الإرتجالية الغير منصوص عليها في المذكرات الوزارية تكلف التلميذ والطالب و المجتمع والإنسانية تكاليف فظيعة ومرعبة.

عندما نفتح باب التاريخ لإلقاء نظرة تأملية وتمحيصية لمختلف حقبه الزمنية، نخرج بخلاصة علمية ثابتة أن الفساد والتسلط والقرارات الميزاجية كانت ولاتزال سببا رئيسيا في إنتاج المآسي والفظاعات والجرائم ضد الإنسانية وزعزة المجتمعات وسقوطها وانهيارها.
وبالرغم من أن القوانين يتم وضعها على مقاس وأمزجة من بيدهم زمام الأمور، فإنهم هم أنفسهم من انتهكوها وينتهكونها وداسوا ويدوسون عليها بأحذيتهم.
فالمسؤول الذي عيّن نفسه أو تم تعيينه على رأس مؤسسة أو قطاع معين من أجل تدبير مصالح التلاميذ أو الطلبة أو المواطنين والحرص على خدمتهم والتفاعل والتجاوب مع انتظاراتهم وتطلعاتهم في إطار ما تسمح به اختصاصاته ويسمح به القانون، فإنه يستغل هذا الموقع لتدمير مصالح الناس والعبث بها و خلق قوانين ارتجالية ومصادرة حقوقهم وسرقة أحلامهم وتعطيل عجلة تقدمهم ونهضة مجتمعهم، فإنه عن قصد أو غير قصد، يساهم في إنتاج جيل من الحاقدين وجيل من القنابل الأدمية الموقوتة وجيل من الخلايا النائمة الناقمة على كل شيء لأن الإحساس بتعرضهم للظلم بمعية آبائهم، ثابت في دمائهم، وإنتاج جيل من النخب الفاسدة والمتعفنة…
وهذا بدوره تترتب عنه تداعيات فتاكة للمجتمع ولحركته الابداعية والتقدمية والنهضوية، حيث يتحول المجتمع إلى حاضنة لبؤر الجريمة والانحلال والتفسخ وإفراغ أهله من الإحساس بالانتماء الوطني، وبروز العديد من الأوبئة الاجتماعية تحت مسميات مختلفة حاطة ومهينة لكرامة الإنسان التي كرمها الله.

هذه السلوكات الشاذة والمرضية تساهم في تغذية الشعور والاحساس بالحكرة وزعزة ثقة المواطن في إدارات ومؤسسات وطنه، وتساهم في تسويد نظرتهم إزاء وطنهم، وقد يدفع الأمر ببعضهم إلى الارتماء في أحضان الاستخبارات الأجنبية والشبكات المافيوزية والارهابية والاتجار في المخدرات والممنوعات لقتل الشباب بسمومها وما يترتب عنها من تداعيات أكثر كارثية….
وهذا يؤدي في المحصلة إلى الاسهام في انتفاخ بالونة السخط والاحتقان والفظاعات الاجتماعية الناعمة والتي قد تنفجر في أي لحظة…
لذلك علينا جميعا أن نساهم في تكريس قيم وثقافة حقوق الإنسان والمساهمة في تعزيز وتوطيد احترامها بالتوعية والتحسيس والمساءلة وملاحقة المفسدين والمرتجلين في إصدار قرارات لا لشيء سوى عرقلة مسيرة التربية الناشئة وفضحهم أينما حلوا وارتحلوا بهدف كنسهم من مواقعهم وعدم تزكية الفاسدين والمفسدين عبر التضامن المجتمعي بين أفراد المجتمع والأسر في التصدي لجميع أشكال الفساد والتعفن بجميع أشكاله وتجلياته….