الطبقة الوسطى تتكيف لتبقى رغم أوجاع التقشف و فرض غرامة 25 درهم لعدم احترام ممرات الراجلين ،هكذا يجري تسخير الإنسان كما يسخّر الحمار.

تكاليف الوقود ارتفعت لمثليها في ظل زيادتين للأسعار المدعمة. وارتفعت أسعار الكهرباء وساعد فرض ضريبة جديدة على رفع التضخم إلى أكثر من 30 بالمئة . وتراجع التضخم حاليا إلى 25 بالمئة ومن المتوقع أن ينخفض أكثر قريبا. لكنه كان كفاحا مريرا للبعض بعد فرض غرامة 25 درهم لعدم احترام ممرات الراجلين + الزيادة في ثمن تنبر جواز السفر + الزيادة في تسعيرة مدارس سياقة السيارات + زيادة الضرائب على المقاولات الصغرى والمتوسطة…. كلها أساليب ملتوية وسياسة ترقيعية لسرقة دراهم من جيب المواطن المفقر باسم ترميم خزينة الدولة المفلسة.
فقد اصبحت الطبقة الوسطى لديها خياران، إما أن تنزلق إلى الطبقة الأدنى، وهو أمر من الصعب عليها القيام به، وإما أن تأخذ بزمام المبادرة… الجميع يحاولون أن يظهروا أنهم مازالوا في الطبقة الوسطى، يريدون أن يقنعوا أنفسهم بذلك.
فكان الحل ،
استبدال السيارات الحديثة بأخرى أرخص، الحد من التسوق في متاجر البقالة مرتفعة الأسعار، والتخلي عن قضاء العطلات في الخارج، تلك بعض الاستراتيجيات التي يكتشفها المغاربة من الطبقة الوسطى للنجاة من الغرق بعد أن ارتفعت تكاليف معيشتهم ارتفاعا فلكيا في ضل الحكومة الحالية .
الخزينة لن تمتلئ إلا باسترجاع ملايين رواتب الموظفين الأشباح، وملايين ميزانيات مكاتب دراسات وهمية تابعة للوزارات، وملايين هدايا ديبلوماسية وسفريات وفندقة وزندقة لم توتي أكلها غير نفخ بطون وحسابات، ورواتب فاحشة للموظفين السامين وتقاعد الوزراء والبرلمانيبن
فالاستحمار، هو نقيض النباهة الفردية (إدراك الذات) والنباهة الاجتماعية (الوعي السياسي وشعور الفرد بمرحلة المصير التاريخي). والعدو،”الحكومة” بكل أشكالها تعمل، على سلبنا الوعي الأول والوعي الثاني «ولا يعوضنا عنهما إلا جهلاً وفقراً وذلاً». لذلك، فأي «دعوة»، أو «كلام أو تقدم، أي حضارة أو ثقافة وأي قدرة تكون خارجة عن إطار هاتين الدرايتين، ليست إلا تخديراً للأفكار»وهكذا يجري تسخير الانسان كما يسخّر الحمار.
تعليقات 0