أوجاع نساء أصبحن مجرد وعاء ونهدين على فراش الزوجية وخيانات الأزواج.

كثيرا ما تختبأ الآلام خلف جدران الحياة الزوجية، ووراء الأبواب المغلقة تدفع المرأة ثمن الموروثات الثقافية التي حرمتها من أبسط حقوقها في الحياة، حتى صارت كالدمية الهشة وبلا إحساس لتستسلم لتلك الموروثات، وإن تمردت إحداهن خسرت إحترامها لذاتها وتساوت مع فتيات الليل ،هذه بعض القصص حول أوجاع نساء على فراش الزوجية وخيانات الأزواج.
“أول مانداني بإسمها دمعت وداريت دموعي وأصبحت مجرد ورقة يشيلها ويحطها”، هكذا قالت” عائشة” عندما ناداها زوجها بإسم أول حب في حياته والتي كانت تعلم تمام العلم أن حبها انتهى في قلبه أو هكذا قال لها، فكانت “عائشة” تعلم أن حبه لها مازال في قلبه وذلك لأنه أخطأ بإسمها أكثر من مرة في الأحاديث العادية ولكن أن يصل الأمر أنه ينادي إسمها وهو في أحضانها فكانت صاعقة الوجع على قلب “عائشة”.
على الرغم من خطأه لم يبالي واستكمل علاقته حتى النهاية، حتى الاعتذار عن السهو لم يخطر بباله وعلى الرغم من أني كنت كالدمية والورقة الهشة بلا إحساس لم يبالي أيضًا حينها علمت أني مجرد جسد فقط لإفراغ شهوته وليس لانفعالي أي تأثير، هكذا قالت “عائشة”، عندما صدمها زوجها بعدم مبالاته حتى بمجرد الاعتذار لأنه لا يدري بالفعل أنه أخطأ وكأنه كان في عالم المحبوبة غائبًا عن الوعي تمامًا وتلك الزوجة لم تكن إلا مجرد استكمالًا للصورة التي لا يستطيع إمتلاكها، وإن كان نائما بين ذراعيها بجسده فقط ولكن إحساسه ملك لأخرى.
وبصوت شجن متقطع تذكرت “عائشة “أحاسيسها فقالت: منذ تلك اللحظة أصبحت ورقة تتقاذفها الرياح فلم أكن أشعر إلا بالألم من الإهانة مرة ومن عدم الرغبة مرات، ولم أبادله أحاسيس الشهوة فشفاهي كانت ملتصقة على أوجاعي وكأني إذا نطقت سوف أصرخ بالسباب وأصبحت وقت استدعائي للفراش هو والجحيم سواء، فأنا كالفتاة التي يناديها سيدها للعب دور عاهرته، فأنام بين ذراعيه مغمضة العينين، أتهرب من القبلات، وأدير وجهي يمينًا ويسارًا مصارعة أنفاسه الحارة التي لم أكون أنا مفجرتها، حتى تصنع اللذة والانفعال مع أحاسيس المرأة التي بداخلي، لم أبالي به فأنا في الأول والأخير لا أخطر على باله فأنا جسد فقط وكل احاسيسه مع أخرى، ولا أتذكر من علاقاتي مع زوجي إلا بالألم والحرقة.
أما “هدى” فكان لها رد آخر حينما ناداها زوجها بإسم “سهام” حسب تسميتها بتلك االمطلقة التي تكبره4 ب أعوامًا فلم يكن كافيًا أنه خانها وأنها سامحته على فعلته كما ورثت من المجتمع أن على المرأة الغفران، مادام تحت ستار الحفاظ على البيت والأسرة، ولكن أن يستنشق عبير تلك “الحيزبونة” كما وصفتها “هدى”، حتى أنه ينادي بإسمها في أحضانها كان كالموت كبتًا، فقررت “هدى” أن تسقيه من نفس الكأس حتى يستشعر آلامها ويعلم أنه على فراش الزوجية لا يوجد إحساس رجل وإحساس إمرأة فكلاهما روح تتألم.
انتفض وصفعني وترك البيت ثلاثة أشهر، قالت “هدى ” عن رد فعل زوجها عندما قررت أن تلفظ بإسم خطيبها السابق وهي بين ذراعيه ليستشعر مرارة آلامها، وعلى الرغم من إعتذارها مرارًا وتكرارًا لم يسامحها زوجها وترك المنزل، كيف لم يسامحني وأنا التي سامحته عندما نطق بإسمها وعندما بكيت قال لي “متكبريش الموضوع وتنكدي علينا”، كيف يعطي لنفسه الحق في الغضب الجام ولم يعطيني أنا حتى حق البكاء والتنفيس، تبًا لهذا المجتمع الذي يعطي للرجل حق كل شئ في الحياة ويرسخ لدى الرجال أنَّ إمرأته مجرد دمية لإشباعه وأداة لراحته وإشباع الوحش الهائج الذي لا يفرق بين أجساد النساء، وإطفاء نيران الشهوة ليس له إستثناء ما دامت عنده المرأة مجرد وعاء ونهدين:
” حتى الألم حلال عليهم وحرام علينا”.
بقلم
محمد أسامة الفتاوي .
تعليقات 0