*نبأنيوز *تختار جلالة الملك محمد السادس شخصية السنة لـ2018

بكل تجرد وموضوعية، اختارت جريدة “نبأنيوز” جلالة الملك محمد السادس، شخصية السنة لـ2018.
فلماذا هذا الاختيار؟
لن ندخل في سرد كل الانجازات التي كان جلالة للملك محمد السادس الفضل فيها، على شتى المستويات، وبعضها أكثر تقدما مما تطالب به الأحزاب السياسية والهيئات الجمعوية والنقابية، بل وأكثر جرأة مما يطالب به دعاة الدولة المدنية، وأكثر حفاظا على الهوية الدينية لكل المغاربة بمختلف اعتقاداتهم، مما يدعو له أصحاب نظرية الدولة الدينية.
وبهذا الخصوص ركزت “نبأ نيوز” على ثلاثة منجزات تكفي لوحدها في جعل جلالة الملك محمد السادس شخصية السنة لـ2018.
الدعوة لفتح حوار مباشر مع الجزائر
في مبادرة دبلوماسية تنم عن حكمة ومسؤولية كبيرة، توجه العاهل المغربي جلالة الملك محمد السادس بدعوة مباشرة إلى نظام الحكم في الجارة الجزائر من أجل إنشاء آلية سياسية مشتركة للحوار والتشاور دون وسيط، بحكم التاريخ المشترك بين البلدين.
وقال العاهل المغربي في خطاب إلى الشعب بمناسبة الذكرى 43 للمسيرة الخضراء “بكل وضوح ومسؤولية، أؤكد اليوم أن المغرب مستعد للحوار المباشر والصريح مع الجزائر الشقيقة، من أجل تجاوز الخلافات الظرفية والموضوعية، التي تعيق تطور العلاقات بين البلدين”.
مبادرة جلالة الملك محمد السادس تجعله في مصاف الزعماء التاريخيين الذين اتخذوا خطوات أنهت حروبا وصراعات، وفتحت آفاق الازدهار والرفاهية للشعوب، وانطلاقة لتشكيل اتحادات إقليمية تحولت إلى قوة اقتصادية عالمية.
قرار ولوج المرأة خطة العدالة
يعتبر قرار جلالة الملك محمد السادس، بالسماح للمرأة المغربية بولوج خطة العدالة على جميع المستويات, وخاصة مهنة العدول, خطوة جد جريئة، في سياق مسار إصلاح منظومة العدالة وملاءمتها مع مقتضيات دستور 2011، (الفصل 19) المتعلقة بإحقاق المساواة بين المواطنين والمواطنات في الحقوق والحريات.
القرار الملكي صدر في ظل تمدد الفكر الرجعي إقليميا ودوليا، حسم جدلا استمر لسنوات طويلة حول إمكانية دخول النساء لمجال ظل حكرا على الذكور، فكان من نتائجه (القرار) تعديل القانون المنظم لمهنة العدول بالمغرب الذي يعود إلى سنة 1982، وإقرار قانون جديد تحت رقم 16/03 ، حيث تم إسقاط شرط الذكورة في ممارسة المهنة المذكورة (العدول).
القرار الملكي يعتبر ثورة في سياق القطع مع الفكر الذكوري والرجعي، وخطوة جبارة لإنصاف المرأة وتحديث المجتمع المغربي، وسط محيط إقليمي يعج بالدعوات الرامية إما إلى تشييء المرأة أو إخضاعها لسلطة ولي أمرها أو إلى جعلها ثرية في المنازل في أحسن الأحوال.
إطلاق القطار الفائق السرعة “البراق”
في كل دول العالم النامية، أو التي بلغت مستوى متطور من النمو، نلاحظ إطلاق مشاريع تكون بمثابة عنوان لبداية مرحلة اقتصادية متطورة، كبناء أعلى برج أو أكبر جسر أو أطول نفق وغيرها، وفي المغرب اختار الملك محمد السادس إطلاق القطار الفائق السرعة “التيجيفي” ليكون عنوان الانتقال إلى مرحلة أكثر تقدما اقتصاديا، كتتويج لإجراءات أخرى تشريعية وعملية دعا إليها في خطب ملكية.
“البراق”، وهو الاسم الذي اختاره الملك للقطار الفائق السرعة، يعد أيقونة التطور التكنولوجي ورمز مغرب التقدم والحداثة، يشكل تجسيدا بليغا لعزم ملكي راسخ على جعل المغرب يبلغ أسمى مدارج الرقي في شتى المجالات، وذلك في إطار مسيرة تنموية تسير بالسرعة القصوى نحو المستقبل، لكن بكل ثبات ووضوح في الرؤية.
“البراق”لا يعتبر وسيلة نقل وفقط، بل هو مشروع ملكي آخر ينضاف إلى عقد المشاريع الملكية الوازنة التي رأت النور خلال العشريتين الأخيرتين، ويندرج في إطار المخطط التوجيهي للخطوط فائقة السرعة الذي يروم إنجاز شبكة بطول يناهز 1500 كلم، والتي تتألف من المحور “الأطلسي” طنجة- الدار البيضاء- أكادير، والمحور “المغاربي” الرباط- فاس- وجدة، بما يؤشر على رؤية مستنيرة بعيدة المدى تروم جعل المغرب نقطة ربط إقليمي وقاري تتبدد فيها المسافات ويتصل فيها الشرق بالغرب والشمال بالجنوب، ويجعل المملكة تنخرط بتألق في عصر السرعة ويمكنها من مسايرة ركب التطور التكنولوجي الذي أضحى أمرا لا محيد عنه.
وعلى غرار 2018 تتمنى “نبأ نيوز” أن تكون 2019 سنة المشاريع الكبرى والخطوات الجبارة نحو مغرب النماء، مغرب التعدد، مغرب استكمال مشاريع الإصلاح، اقتصاديا، سياسيا، اجتماعيا، حقوقيا…، بمساهمة الجميع، أحزاب وجمعيات، هيئات ونقابات، جماعات وأفراد.
تعليقات 0