جريدة نبأ نيوز

إنعدام المبادئ والمعايير الأخلاقية عند الأحزاب المغربية

بقلم محمد أسامة الفتاوي،
منذ بداية الموسم الدراسي الجديد والضرب «حامي» بين اطراف سياسية محلية ووطنية عدة، يدعي كل منها أنه هو «الشريف» والاخر هو «الحرامي»، ويرى هذا «الفريق» أنه صاحب طرح وطني ويصنف الفرق الاخرى على انها صاحبة تصرفات فاسدة وضد مصلحة البلد! يتباكون جميعا على سمعة البلد ومصلحته وأن مستقبل المواطنين مجهول إن استمر هذا أو ذاك في قيادة المجتمع وإدارة البلد .. وانهم –أي كل فريق من الفرق المتصارعة- فقط من يمثل الحل الأحسن والأسلم والأفضل لقيادة البلد!
شخصيا .. لا أرى فرقاً بين هذا الفريق أو ذاك، .. لأن الأجندة «الخفية» لكل منهما ترتكز في توجهاتها على نزعات شخصانية تخدم مصالح الفريق والداعمين له، كما تنزع إلى تدمير مصالح الاطراف الاخرى بأي شكل من الاشكال. بصريح العبارة، إن حقيقة الصراع الدائر هو حول «المصالح» الخاصة لكل فريق، أما قولهم إنهم يعملون من اجل الوطن والمواطن فهو ليس إلا رتوشات ضبابية اللون لاخفاء هذه الحقيقة «الخبيثة» من جهة، ولإضفاء خاصية الوطنية على توجهها غير المعلن من جهة اخرى.
من يقود هذه الحملات المسعورة من هذا الفريق أو ذاك هم في غالب الأمر شخصيات معروفة وإن كان بعضها يتستر خلف اسماء وهمية وحسابات اخبارية تعمل بنفس الآلية ! فقد تم تدجيج كل فريق بمعلومات «معلبة» ترفع من قدر وقيمة واهمية هذا الطرف ضد الاطراف الاخرى، وبمستندات بعضها صحيح وبعضها مزور. الملاحظة المضحكة المبكية في نفس الوقت .. أن من كانوا مع هذا الطرف، وكانوا يعتبرون من محاربيه العتاة، انقلبوا بين يوم وليلة إلى الطرف النقيض والذي كانوا «يشتمونه» ليل نهار!! وهنا يتضح لنا أن لا المبادئ ولا المعايير الاخلاقية تتمثل في نفسيات من «ازعجونا» ليل نهار بالموالاة لهذا الطرف أو ذاك!
ما يفرحني جدا .. أن «الحزب الحاكم» بدأ يكسر بعضه، وبشكل تلقائي وسلس! إن الصراعات بين الفرق المتخاصمة والخلافات بين اعضاء كل فريق، والتي ظهرت معها الفضائح «المجلجلة» لكل فريق وتابع، ما هي إلا «رحمة» لهذا البلد. لقد فضحهم صراعهم المحموم والمجنون عند المواطنين الذين لم يعد لديهم ذرة شك بأن المصالح هي من تتصارع وليست القناعات أو التوجهات الفكرية. هذا الوعي الجديد أراه أمراً جيداً ونتائجه مستقبلا ستكون في صالح البلاد والعباد.