رسالتي للمغاربة:لا يعي ولا يدرك دعي العلم معنى أن ينعم وطننا بالتعايش والسلام الداخلي بين أبنائه كافة على اختلاف مذاهبهم وتعدد آرائهم ومصادر تلقيهم تحت شعار «الله الوطن الملك»
بقلم محمد أسامة الفتاوي،
لا يعي ولا يدرك دعي العلم معنى أن ينعم وطننا بالتعايش والسلام الداخلي بين أبنائه كافة على اختلاف مذاهبهم وتعدد آرائهم ومصادر تلقيهم تحت شعار «الله الوطن الملك» من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه، بقبائله وأعراقه وأقاليمه وثقافاته ولهجاته وتقاليده، تستظل جميعها تحت قيادة واحدة وتؤمن بأن لها حقوقا وعليها واجبات، الحق مكفول للجميع مهما اختلفت اللأديان أو قرب الإقليم أو بعد، والواجبات للوطن فرض على الجميع.
ليس المعيار في نيل شرف المواطنة الانتماء إلى الطائفة أو المذهب أو القبيلة أو الإقليم؛ بل المعيار الدقيق هو الشعور العميق بالولاء للوطن ولملكه، والإيمان بالمنطلقات الدينية والأخلاقية والثقافية العامة التي تكون ونهض عليها الوطن؛ وهي المستمدة من ديننا الإسلامي العظيم بمفهوم وسطي معتدل، ومن الأخلاق والثقافة العربية الأصيلة، وتظل المكونات الشخصية لأية طائفة أو قبيلة أو إقليم محل الاحترام والتقدير، يفرض قانون المواطنة ضرورة التعايش والتسامح بين مكونات المجتمع كافة.
لا يمكن أن يتهاون مجتمع متحضر يتطلع إلى السلم والأمن والنهضة والإنجاز أن يسمح لأي من مكوناته بأن يتعرض للضيم أو للانتقاص أو عدم الاحترام.
من يؤجج الكراهية، ويقسم المجتمع، ويرفع شعار القبلية، وينظر لأبناء وطنه على أساس المذهب أو الإقليم أو القبيلة ليس خائنا لوطنه فحسب؛ بل عدو له، كاره لوحدته، معيق لنهضته، هادم لمنجزاته، مؤسس لبذرة تخريب في داخله، ساع بعلم أو بجهل وحماقة إلى إشاعة الفوضى والاضطراب فيه.
وإذا كان تحديد معنى المواطنة ينحصر في عمق الانتماء للوطن وقيادته؛ فإن نزع شرف المواطنة يكمن في خيانة مبدأ الولاء للوطن وملكه.
تعليقات 0