محمد أسامة الفتاوي:اليوم لست إنسانا بل صحفيا، حيث التقى الإنسان و الله و الأموات و الأحياء في شهقة
حيث التقى الإنسان و الله و الأموات و الأحياء في شهقة
أصبحت المفردات المتداولة مؤلمة، نُجبر على كتابتها وتناولها يوميًا بل نفكر في كيف نصوغها، وكيف نستخدمها، وكيف نكتب بها وعنها.
اليوم لست إنسانا بل صحفيا، وجزء من منظومة إعلامية مهنية، لا مجال للمشاعر، أهتم للخبر للموضوعية للسرعة في نقله والتأكد منه، أسأل عن أعداد القتلى لكتابة رقم صحيح “مجرد رقم”، أصبح الموت أرقام، أكتب كلمة أشلاء بكل أريحية، فهي مجرد كلمة، الصور تتناثر حولنا، أحاول منع الشنيع منها، لكن تبقى في الذاكرة، تحفر على الوجوه .
مقاطع الفيديو والصور مسجلة كلها في عقولنا، موشومة على أرواحنا، مطبوعة على ملامحنا، الحزن يختبئ بين طيات الغضب، على وجوه تحاول الابتسام، لن يحل هذه المعادلة المؤرخون في كتب التاريخ وهم يرصدون الحدث، سيكتبونه بنفس الجفاء الذي نكتب به أخبار الموت.
أحيانا ما يكون البكاء بديهيا، أن تبكي وأنت لا تعلم السبب، تبكي رغم أنه لا يفيد، لا تعلم إن كان بسبب ما حدث أم من القلق على ما هو آتٍ، تبكي مسلما بأن الحياة أقصر كثيرا مما نظن، والموت لا يؤذي إلا الأحياء، والألم باقٍ بقاء الدم.
تعليقات 0