لا شيء سيفوتك

لم يعد للناس من القول ما خلا حناجرهم، ولم يعد لهم من الفعل إلا النية وكأن الله خلقنا بدون واقع يكذب الصادق ويكشف الكاذب، ويبتلي به الله كلٌ منا في كل ما تمنى.

لا شيء سيبقي ولا شيء سيعود، لكنه من الصحيح أن نعلم أنه لن يفوت منا شيء قد كتب له أو قد أُقت له الله الضامن لذلك والمعين عليه!

لم تزل روحي تجري كل يومٍ ألف ميل وثلاثة، ألف تجريها خوفاً وواحداً مسئولية وواحداً حباً وواحداً للجري ليس إلا، حتى وجدت أحدهم بعدما مضى من عمره أكثر مما بقى يقول أنه لا شيء سيفوتك.

لن يفوتك رزق أو حب أو كره أو ألم أو غم أو خوف أو شبع أو متعة أو عبادة، لا شيء سيفوتك
ربما لم يكتب لك بعض الأشياء وربما أردتها بشدة، لكن ذلك لا يعني عدم إمكانية أن تقع لك!

الله شرع الدعاء لرد القضاء ونيل المستحيل، ولكن أظن أن حتى نيل المستحيل له ثمن وأنك ستدفعه عاجلاً أم أجلاً، بعضنا سيقول أنه كان محقاً وأن كل الأثمان في سبيل ما يريد زهيدة وبعضنا سيعض الندم أنامله ويعض هو أنامل الندم.
بقلمي المتواضع
محمد أسامة الفتاوي
جميع حقوق النشر والتأليف محفوظة.