جريدة نبأ نيوز

حب بين قرار وقدر “الجزء الثالث”

نعم مرغمون على التعايش مع واقع ، لا يتناسب مع احلامنا ولا مشاعرنا الحالمة ، نحب ونعشق ولكن لا نعيش مع من احببناهم لان الظروف تقف ضدنا دوما ، ونستكمل قصة الحب التي فرقها الزمن وبعدتها الظروف بين خالد ووفاء في” حب بين قرار وقدر ”
الجزء الاخير .

كانت وفاء تعيش حياة تعيسة مع زوج يقسو عليها ، ولم تنجب منه طفلا يواسيها في وحدتها ، ولكنها كانت اكثر ارتياح لعدم رغبتها في الانجاب من راغب ، مرت فترة ليست بالطويلة وذات صباح سمع الجميع ، خبر عودة خالد الي البلدة لكن شتان ما بين خالد الذي غادر وخالد الذي عاد .

عاد يحمل الخير للجميع حتى من كان يكرهه ، ويكن له عداوة ، رأى وفاء تسير في الشارع اثناء نزولة من سيارته ، رآها كانه يراها لأول مرة في حياته،
تسمر الحبييبان امام بعضهما لبضع ثواني معدودة ، تلاقت العيون ثم أغرقت بالدمع حن القلب لما كان ، رجعت الى منزلها مشغولة الخاطر تحاول ان تنسى حبها القديم ، اشتعلت الغيرة في قلب راغب كلما رأها مشغولة الخاطر .

ذات مرة تطور الامر الى ان قام بضربها عدة ضربات ، بعصي غليظة كانت ضربة على رقبتها سقطت وفاء شبه جثة ، هامدة انفسها متقطعة اسرع من في البيت لإحضار الطبيب الذي امر بنقلها الى المستشفي اصيبت بعجز شديد جراء اصابة جزء من العمود الفقري ، تقدم والدها ببلاغ ضد زوجها بتهمة محاولة قتلها ، تم القبض عليه وبدأ التحقيق لكنه لم يتفوه بكلمة واحدة .

علم خالد بما جرى لحبيبته وبأنها لا تريد اخذ الدواء ، الذي قد يساعد في بقاءها على قيد الحياة ، ذهب الى المستشفى ولم يعترض احد طريقه دخل الى غرفتها امسك بيدها ، نزلت الدموع من عينيهما ساخنة تركها على وعد بالعودة ، ذهب هو و والدها الى راغب ساومه على اطلاق سراحها بل وأعطاه مبلغ من المال في مقابل ، ان يطلقها
فورا ويترك البلد بالكامل وافق على العرض ، جعله خالد يوقع على عدة اوراق لضمان جديته ، انتهى كل شىء رجع خالد الى المستشفي ومعه وثيقة الطلاق اخبرها انها الان حرة ، لن يعترض طريقها انسان ، اقنعها بالسفر للعلاج سافرت مع اخيها ومع خالد ، استمر العلاج ستة اشهر تكلف مبلغ كبير من المال .

عادت الى البلدة افضل من ذي قبل استقبلها الجميع ، بفرحة شديدة اعتذر والدها لخالد على ما كان منه وطلب منه ان يسامحه ، اخبره انه لن يرفض اي طلب له مهما كان ، اخبره بان يصل رسالته الى وفاء، فاخبرها ان خالد قد قرر السفر وبدون رجعة ، ذهبت اليه في منزله انفردت به وسألته لماذا عاد؟
ولماذا فعل معها ما فعل ، لما جعلها تتعلق بالحياة ولماذا يتركها وحدها ؟ اخبرها ان الامر قد انتهى و انه قد اتخذ قراره ولن يتراجع عنه، تمالكت نفسها ثم ودعته واخبرته انها لن تنساه ، ما دامت على قيد الحياة .

كان قد بقي اسبوع على زواج اخيها ، تشاغلت عن ذلك بالمساعدة في تجهيز العرس الا انها لم يكن يشغل فكرها الا امر واحد ما فعل حبيبها ، لما عاد ولما سافر ، وهل سيجتمعان ام هذا ليس مكتوب لهما ، ارضت بالامر الواقع والمكتوب لهما لكنها ، لم تكن تعلم بان هناك شيء سيحدث سيغير حياتها بالكامل ، بدأت الحفلة كعادة كل الافراح , استمر الامر قرابة نصف ساعة ثم انطفأت الانوار الخافتة .

شاهد الجميع خالد وهو يصعد على المسرح ، و وقف امام وفاء وهي شبه مذهولة اخبرها انه عاد من اجلها ، حمل في يده علبة فيها عقد ماسي ، وفي اليد الاخري باقة ورد قدمها لها ثم طلب يدها امام الجميع لم تتمالك نفسها ارتمت في احضانه ، ارتفعت اصوات الموسيقى بدأت الانوار تزين المكان الجميع ، يشعر بسعادة عارمة لا احد يشعر بالحزن هذه المرة.
إنه الحب..
محمد أسامة الفتاوي
جميع حقوق النشر والتأليف محفوظة