مدمنات على التدخين تحت رحمة العصبية والتوتر وعدم التركيز في تلبية طلبات الأبناء في شهر رمضان

يعتبر شهر رمضان بروحانياته العالية والإيمانيات التي تملأ ساعات الصوم شهرا لتهدئة النفوس، وزيادة الألفة بين البشر، ومحاولة الابتعاد عن الانفعال والعصبية، لكن ما نجده هو عكس ذلك تماما، حيث تزداد العصبية وحدة التوتر والانفعالات التي قد تتطور لشجار لأقل الأسباب، وهو ما يرجعه الغالبية للصيام، السبب الذي يكون في معظم الأحيان بعيدا عن الحقيقة ومخالفا للصواب.
يرجع الإنفعال الزائد خلال نهار رمضان إلى الاعتياد على ممارسة بعض العادات الخاطئة طوال العام وفي رمضان أيضا، مثل التدخين، وعدم تنظيم الأكل والإفراط في تناول الإفطار، والعادات الخاطئة من شأنها أن تغير مزاج الصائم وتزيد من معدلات العصبية، كما أن المدخن عندما ينقطع عن التدخين خلال فترة الصيام يؤدي ذلك إلى شعوره بالكسل والخمول والعصبية، وعدم الرغبة في العمل، فكلما زادت ساعات الانقطاع زادت حدة العصبية والتوتر، فكل هذه الأعراض تنتج من إدمان التدخين أو الكافيين، وليست من الصيام، فالصائم الذي لا يتناول أي من هذه المنتجات نجد عنده استرخاء نفسيا وهدوءا طوال ساعات الصيام، كما أكدت الدراسات والتقارير التي أجريت في المجتمعات العربية، أن نسبة الجرائم الجنائية والمشاجرات تزداد خلال شهر رمضان خاصة الأسبوع الأول منه، وخلال الفترة التي تسبق الإفطار مباشرة.
وفي هذا السياق،نجد إن كثيرا من الأشخاص يعانون من العصبية الزائدة خلال ساعات الصيام، لأنهم يربطون بين شهر رمضان وساعات الصيام وبين زيادة العصبية والغضب، وهذا غير صحيح، فتلك العصبية لا علاقة لها بالصيام، ولكنها ترجع إلى بعض العادات غير الصحية التي اعتاد عليها الفرد قبل وبعد رمضان ويمنعها وقت الصيام مما يؤدي إلى حدة التوتر، فبعض الأسباب ترجع إلى توقف الفرد عن تناول شيء يدمنه ويتعلق ذلك بمدمني المكيفات مثل الشاي والقهوة والنسكافيه والشيكولاتة.
والإدمان يشمل أيضا المدخنين وإدمانهم للسيجارة أو الشيشة أو المخدرات والخمر ، كل هذه الأشياء من شأنها أن تزيد الغضب والعصبية لدى متناوليها نتيجة اعتيادهم على تناولها بشكل مستمر وأثناء انقطاعهم عنها لا يقدرون، ويظل لديهم رغبة في تناولها مما يزيد من حدة العصبية خلال فترة الصيام، وأن هذه الفترة التي تحتوي على العصبية والتوتر تستغرق من أسبوع إلى عشرة أيام، وهي الفترة التي يسحب فيها المكيف من الجسم، ووقتها لابد من اعتياد الجسم والبعد عن المكيفات حتى يستطيع الفرد استكمال شهر رمضان في هدوء وبدون عصبية.
تعليقات 0