للأسف إنها مواضيع تخريب الشباب :الإبتعاد عن التثقيف والإهتمام بالفواحش وجرائم القتل والإغتصاب وإنتقاء لمواضيع مثيرة وسطحية ، ركيكة ، واهية
في وقت تنتشر وتتكاثر فيه الأزمات، بمختلف أنواعها وأشكالها، وفي ظروف صعبة يسودها التعتيم والتضليل، والتشويه، والأفكار المسبقة، والصور النمطية، وثقافة إقصاء الآخر، والصراع المحتدم على الصورة والرأي العام، يتساءل الفرد في المجتمع عن مصداقية مايشاهده ويسمعه ويقرأه… أين هو الحياد؟ والموضوعية؟ والأخلاق؟ في تغطية وسائل الإعلام لما يجري هنا وهناك…
لقد إرتبط مصطلح الصحافة الإلكترونية في الوطن العربي ، فعليا بظهور أول موقع لصحيفة عربية، هي الشرق الأوسط على الأنترنت، وذلك في سبتمبر عام 1995, تليها صحيفة النهار اللبنانية في فبراير 1996, تم صحيفة الحياة اللندنية في يونيو 1996, وتوالت بعد ذلك أعداد المواقع الإلكترونية على الأنترنت لصحف عربية .
غير أن المواقع الإخبارية الهادفة هي التي تسعى لإصلاح في كل ما تقدمه وليس للربحية على حساب تدمير المجتمع، بحيث أن أغلب المواقع الإخبارية وخصوصاً تلك التي لازالت تقبع في القسم الثاني هواة تعتوا فساداً بين فضائح وهمية وأخرى حقيقية، بعناوين مثيرة تميل الى السخافة أكثر من الموضوعية والحياد، رفقة صور فاضحة مع تهويل ومبالغة، تارة أخبار كاذبة وتارة تفاصيل خاطئة، تشعل نيران الفتنة، والفتنة أشد من القتل، إن لم نصنفها ضمن خانه الركاكة الكتابية، أو الصحافة الإلكترونية الصفراء، حيث اننا اذا ما حاولنا البحث عن المعنى الحقيقي لها نجد أنها تتجلى في المواقع الإخبارية التي تنشر الأكاذيب والإشاعات تحت عناوين براقة، الهدف منها جلب الزوار، حيت يرى أهل الإختصاص والمهتمون بالشأن الصحفي، أن هذه الصحافة على مستوى البحث استطاعت تحقيق تقدم نوعي، لكن على مستوى المحتوى فهي لم تساهم أبداً في إرتقاء المجتمعات، بل على العكس من ذلك شاعت فيها الرذائل والأكاذيب التي مست أعراض الناس وكرامتهم، ونشرت الفضائح في إطار كشف المستور، والأمر الذي زاد الطين بلا، هو من النمطية والتي تعني الحكم الصادر لوجود فكرة مسبقة سطحية لا يوجد بها الكثير من المعلومات عن فئة أو أمر معين ،فيقوم الفرد بتعميم الصفة على المجتمع بأكمله وليس بتخصيصها، إلى الإبتزاز والمقايضة، فأصبح المقال يعرض للبيع في حالة مكان الأمر يستدعي تطبيق مقتضيات الفصل 154 من الدستور، لهذا سميت بالصفراء نسبة إلى الإبتعاد عن التثقيف والإهتمام بالفواحش وجرائم القتل والإغتصاب ……إلخ .
إن أهم ما تركز عليه الصحافة الإلكترونية هو عدد المتصفحين، بإعتبار أن أغلبها يربح من الإشهار المباشر أو غير المباشر، من خلال النقر ، لذلك نجد أن أغلبها يعتمد الشعبوية ،خصوصاً كإنتقاء لمواضيع مثيرة أو لمواضيع سطحية ، ركيكة ، واهية، ناهيك أن هذه الصحف في غالب الأمر ما تنشر لكتاب هواة، قد تحمل كتاباتهم سباً، أو إتهامات، أو إشهارات، فيما تتنصل إدارة الجريدة من المسؤولية القانونية تحت ذريعة أن المقال لا يعبر إلا عن رأي صاحبه، متجاهلة في ذلك مقتضيات الفصل 69 من قانون الصحافة، الذي يقول أن أرباب الجرائد والمكتبات الدورية ووسائل الإعلام السمعية والبصرية والإلكترونية مسؤولون عن العقوبات المالية، الصادرة لفائدة الغير على الأشخاص المبينين في الفصلين 67 و 68 ، تم يقول ألفصل 61، إذا ما ارتكبت الجنح المنصوص عليها في الفصلين 59 و 60، عن طريق الصحافة، فإن مدير النشر والناشرين تطبق عليهم من جزاء النشر وحده، وبصفتهم متهمين رئيسيين العقوبات المبينة أعلاه .
لنساهم في بناء الصرح الديمقراطي، ولنخطوا بخطوات ثابتة بمعية صاحب الجلالة نحو إستكمال الأهداف المنشودة، والإستراتجيات والخطط الملكية السامية، فالمسؤولية ملقاة علينا جميعا تحت طائلة التعميم والتجريد، لنشارك بكل ما اتيح لنا من الطاقة والتطوع والتلقائية، كل حسب مكانته وموقعه وبدون إستتناء، إنطلاقا من الأسرة والبيت، مروراً بالشارع والمدرسة، وصولاً إلى وسائل الإعلام وأليات التتقيف، لنعلي راية بلدنا في سماء الدول الهادفة والصاعدة.
وأختم حب الأوطان من الإيمان.
تعليقات 0