سقوطها مفارقة حرب قذرة استهدفت كل شيء في حياتنا اليومية

أحبتي ،
كنت أمشي في ذلك الطريق
وأنا شارد الذهن أفكر في
كل شيء حولي أفكر
في حرب قذرة استهدفت
كل شيء في حياتنا اليومية
استهدفت الشجر والحجر
والبشر” لم تستثني شيئا”
أفكر في الناس الذين
يمشون على الطرقات
حائرين كيف يكسبون قوتهم
اليومي وأناس آخرون
يجلسون على الطرقات
يبيعون أغراضا” متنوعة
مختلفة وذلك الشاب جالسا”
على الرصيف ينادي قطعة” كلينكس”
بدرهمان، وللمفارقة
شاب آخر يركب عربة فاخرة
ويلبس نظارة شمسية فاخرة
أيضا” ويضع في فمه العلكة
وإذا به يمر من أمامنا فتطير
ذرات الغبار من شدة سرعة
عجلات عربته فيخنق الناس
المارة ويبدؤون السعال
فيشتمونه لكنه غير آبه بهم
إنها مفارقات، وإذا بي أصحو
على فتاة متسلقة شجرة
صغيرة وبيدها أداة للنحت
تنحت تلك الشجرة وترسم
عليها أشكالا” جميلة جدا”
كانت تحمل هاتفها النقال
في جيبها الخلفي..
وأنا أتدرج على الطريق
أنظر إليها بتمعن كبير
ولكن يبدو أنها قد أحست
بتعب كبير فتعثرت وسقطت
وسقط هاتفها النقال فكسر
ولحسن حظها كنت أسفل
الشجرة سقطت هي بين يدي
فنظرت لها جيدا” وإذا بها
فتاة رائعة الجمال يقطر
العسل من شفتيها فوقفت
ونظرت إلي اعتقدت أنها
ستضربني للوهلة الأولى
ولكنها لم تفعل على العكس
تماما” نظرت إلي وضحكت
قالت لي أشكرك جزيل
الشكر أيها الشاب فقلت لها
الحمدلله على سلامتك ولكن
هاتفك قد كسر، قالت لي لابأس…
لقد علقت صورتها في مخيلتي
وتذكرت قد يكون حال العرب
في أيامنا هذه كحال تلك الفتاة
قد تكون سقطة في المجهول
وقد تكون سقطة الوقوف من
جديد بقوة أكبر هذا مانتمناه
لأهلنا كذلك في مراكش وفي
جميع المغرب…
أتمنى شخصيا” أن ينال
أهلنا في المغرب
مايستحقونه ويعيشوا حياة
هانئة حياة كريمة ملؤها
السعادة والحب وهذا
مانريده أن يتحقق في
الأيام القادمة فلندعو للجميع
عسى الله يستجيب لدعائنا
ويسيروا على الطريق
الصحيح واقتلاع جذور الشر
والفساد من أرضنا المغربية
بكل أقطارها وأمصارها.
‏” حينما تحب وطنك وتقدره، فلا يكفي أن تردد كلمات الحب له .. إنما عليك إظهار هذا الحب بأفعال تثبت ذلك ..
” ‏قليل من الفعل .. يساوي طناً من الكلام ”
تحياتي لجميع المغاربة
واحترامي للعلم المغربي
وشعاري الدائم:
الله الوطن الملك
بقلمي
محمد أسامة الفتاوي
جميع حقوق النشر محفوظة