جريدة نبأ نيوز

سيدتي،أحياناً يُبعــــــد الله عنَّك من تُحِبين؛لِـيُريك مَن يُحبّك ! فلا تحزني

سيدتي،
أغلب خيبات الأمل هي نتيجة توقعات في غير محلها، وهذا يحدث عندما يتعلق الأمر بعلاقتنا مع الآخرين ..

وتقليل هذه التوقعات بلا شك سيقلل كثيراً من حالات الإحباط التي تتعرضين لها عندما يخيب ظنك في أحدهم ..
لذا حان الوقت لتكفي عن التوقعات ..

لن يتفقوا معك في كل شيء سيدتي،

أنت تستحقين أن تكوني سعيدة، تستحقين أن تعيشي الحياة التي تريديها لنفسك بحب وحماس ، لذلك لا تعكري حياتك بإهتمامك الزائد بآراء الآخرين ، لا تجعلي ذلك ينسيك أهدافك وما تريدينه لنفسك في هذه الحياة ..

فأنت لم تُخلقي في هذا العالم لتعيشي وفق توقعاتهم، أو لتجعلي هدفك الأسمى ان ترقي إلى مستوى توقعاتهم، في الواقع، لا أحد يستحق هذا الإهتمام المبالغ به، كلما كنت مؤمنة بنفسك مقتنعة بقراراتك، كلما قلت حاجتك لآراء الآخرين.

فقط عليك أن تكوني نفسك، ان تتبعي حدسك مهما كان الأمر مقلقاً بالنسبة لك ، لا تدعي أحدا يعيقك عن السير وفق أفكارك ومعتقداتك أنت ، والتي قد يرفضها البعض لأنها غريبة عنهم ، أما أنت فما هي حجتك ..؟ لماذا تتبرئين منها وتمضين خلف أفكار غيرك ؟

لا تسمحي لأحد بأن يطفيء حماسك وحبك للحياة ، كوني وفية لأهدافك ، ففي نهاية المطاف نجاحك هو قدرتك على خوض الطريق الذي تريدينه أنت .. مهما كان هذا الطريق غريباً بالنسبة لمن حولك.

لا تتوقعي منهم إحتراما يفوق احترامك لنفسك
القوة الحقيقية لأي إنسان تكمن في عقله ، حيث الإيمان والثقة بالنفس والإرادة، وعندما تترسخ هذه المباديء في عقلك حينها فقط ستكفين عن طلب الإهتمام والإحترام من الآخرين ..

لذا بداية من الآن ؛ عاهدي نفسك ألا تتسولي الحب والإهتمام من أي شخص أياً كان، ومهما كانت ظروفك ، يكفيك نفسك أنت لست بحاجة لأحد .. وتذكري ان الغنى في الاستغناء.
سيدتي،
لا أطلب منك أن تقطعي علاقتك بهم ولكن إهتم بذاتك قليلاً، مهم أن تكوني لطيفة مع الآخرين، ولكن الأهم أن تكوني لطيفة مع نفسك، حبك واحترامك لذاتك هو المفتاح لعيش حياة سعيدة هانئة، ولأن تصبحي شخصاً أفضل.

لن تحظي برضاهم دائماً

قد تشعري أحياناً بأنه غير مرغوب فيك وانك لا شيء بالنسبة لشخص ما، لكنك حتما لا تقدري بثمن بالنسبة لشخص آخر ، لا تنسي قيمتك ، رافقي أولئك الذين يقدرونك حقاً.

فمهما كنت رائعة ، دائما هناك ولو شخص واحد على الأقل ينتقدك ولا يرضيه أي شيء تقومين به .. وما أكثر هؤلاء الأشخاص السلبيين في هذا العالم ، كل ما عليك فعله حيال الأمر ان تبتسمي وتتجاهلي تماماً وتمضي في طريقك!

إن هذا العالم المجنون سيظل في عراك دائم معك، محاولة ان تجعلي منك نسخة أخرى مكررة، مثلك مثل أي شخص آخر، وهذه المعركة أصعب مما تتخيلي، فإما ان تنتصري فيها وتصبحين ” أنت” أو يهزمك العالم كما هزم الكثيرين قبلك !

لا تتوقعي منهم أن يشبهوا أفكارك

احترامك للآخرين يعني تقبلهم بالصورة التي هم عليها، السماح لهم بأن يكونوا أنفسهم، التوقف عن انتقادهم لمجرد انهم لا يتوافقون مع تلك القياسات والمواصفات التي صنعتها أنت وتحكمين بها على الآخرين، من يتوافق معها كان رائعاً، ومن إختلف عنها إحتقرتيه !

إن هذا التفكير محدود للغاية، حاولي ان توسعي مداركك وتتقبلي الإختلاف وأهميته في إظهار مميزات الآخرين، فكل إنسان لافت للنظر ، كل إنسان لديه ما يميزه عن غيره.

لن يشعر بك أحد إن لم تتحدثي!

الناس لا يمكنهم قراءة أفكارك ، ولن يعرفوا ما بداخلك إلا إذا أخبرتهم سيدتي بذلك، فلا تتوقعي من أحد أن يشعر بك دون أن تخبريه بما يدور في ذهنك ، فمثلاً ؛ رئيسك في العمل لن يعرف انك تأملين في ترقية أو تريد مهمة جديدة إذا لم تخبريه أنت بذلك ..
إن الله ميزنا نحن البشر بالعقل وبلغة التواصل ، فكفي عن الثرثرة بداخلك ، وتحدثي بصوت مسموع عما يزعجك بطريقة مباشرة، الأمر بسيط للغاية ولا يحتاج لهذا التعقيد !

لا تتوقعي منهم ان يتغيروا فجأة

إذا كان هناك شخص ما تهتمي لأمره، لديه سلوك معين ترينه غير مناسب غير لائق، إذهبي وأخبريه مباشرة بأن هذا السلوك لا يعجبك وأنك تريدين مساعدته ليصبح شخصا أفضل، كوني صادقة وضعي كل الأوراق على الطاولة.

ولكن أغلب الناس لن يتقبلوا رغبتك في تغييرهم، لذلك عليك ألا تحاولي مع غير القريبين منك ، اما الآخرين فإما أن تقبليهم كما هم أو أن تخرجيهم من حياتك ، تبدو فكرة قاسية أليس كذلك ؟!

لكن هذه هي الحقيقة، قد تحاولي تغيير أحدهم للأفضل ويرفض، هنا عليك أن تكتفي بالإشارة إلى السلوك غير المرغوب به من بعيد ، مع تقديم الدعم المستمر له، وإعطاءه المساحة ليقرر هو إن كان يريد أن يتغير حقاً أم لا، عندها؛ ستجدينه يتغير تدريجياً بطريقة أكثر جمالاً، لأن قراره ناتج عن إقتناع ورغبة في التغير للأفضل.

لا تتوقعي منهم ان يكونوا دائما على ما يرام

كوني لطيفة مع كل شخص تلتقيه فهو يقاتل في هذه الحياة مثلك تماما، فكل ابتسامة أو إشارة يظهر بها قوته هي في الحقيقة إخفاء للصراع الداخلي الذي يعيشه.

دعم الآخرين وتقديم المساعدة لهم من أعظم مكافآت الحياة، انه سلوك نابع من طبيعتنا البشرية ، فنحن نتشارك نفس الأحلام والاحتياجات ونقاتل في نفس المعركة، لذلك إلتمسي لمن حولك العذر ومد يد العون لهم ، ولا تتوقعي منهم أن يكونوا دائماً على ما يرام ، قد لا تعلمين السبب الحقيقي وراء إنزعاجهم ولكنك حتماً قادرة على المساعدة ، فنحن نقاس بقدرتنا على التغلب على المحن والمصاعب لا على تجاهلها..

وأخيراً أحسني الظن بالآخرين وتأملي الأفضل ولكن توقع القليل دائماً.

بقلمي المتواضع
محمد أسامة الفتاوي
جميع حقوق النشر والتأليف محفوظة.