الشباب حملة المشعل “نفسية وسعادة وحظ تحت الصفر “في احتجاج اجتماعي سلمي وطني بعد تخلي السياسي عنهم وعزوفهم عن الانخراط السياسي .

بقلم د محمد أسامة الفتاوي
“ما حكَّ جلدَكَ مثلُ ظفرِكْ فتـولَّ أنتَ جميعَ أمرِكْ”
“٠لاينعدم الجرم والخطيئة والبؤس والفضائح التي تحدث في هذه الدنيا الفانية على الرغم من وجود الجنة والنار “٠
👈اتضحت الأمور أمام الشباب “حَمَلةَ المشعل” اغلبهم لا ينتمون لا لنقابات ولا لاحزاب و بعد ان أصبحت نفسيتهم 0% طاقتهم 0% سعادتهم 0% وحظهم في الحياة 0% كل شيء تحت الصفر ، خرجوا في احتجاج اجتماعي سلمي وطني امس 27 شتنبر ليعبروا عن مأساتهم ومشاكلهم من سوء تسيير منظومة التعليم والصحة …
الحقيقة هي ان من تم التصويت لهم من وزراء وبرلمانيين ومستشارين الذين من المفروض ان يخرجوا لنقل هذه المعانات في نفس اليوم كانوا مشغولون في اختتام أشغال انتخاب مجالسهم الوطنية ومطابخهم الداخلية …
هنا يطل سؤال محوري: لماذا يعزف الشباب عن السياسة؟ ومنه يتفرع السؤالان: ما هي نتائج هذا العزوف؟ ثم الأهم: كيف يمكن أن نعيد الثقة إلى ساحة باتت خاوية إلا من أصوات معتادة؟ هذه الأسئلة تفتح أمامنا أبواب ثلاثة محاور أساسية، لعلها تسعفنا في فهم الظاهرة واستشراف حلولها.
👈الدوافع العميقة لعزوف الشباب
👈النتائج المترتبة عن هذا العزوف
👈الحلول الممكنة والرهانات المستقبلية
وماوقع الأمس يظهر ويفنّد الحقيقة المؤسفة :
“ما حكَّ جلدَكَ مثلُ ظفرِكْ فتـولَّ أنتَ جميعَ أمرِكْ”.
لهذا:
لا بد من الاستثمار في الثقة باعتبارها مكونا أساسيا للرأسمال الاجتماعي، وذلك عبر تحسين الخدمات الأساسية، وتقديم نماذج ناجحة لشباب في مواقع القرار.
أما الحل الحقيقي يكمن في جعل السياسة مرتبطة بالحياة اليومية للمواطن، فحين يرى الشاب أن قراره السياسي يعني وظيفة، وتعليم جيد، وصحة مضمونة، وكرامة محفوظة، فإنه سيعود طوعا إلى صناديق الاقتراع ومقرات الأحزاب. وإلا فسيظل العزوف هو القاعدة، والانخراط هو الاستثناء.
👈واختم بما جاء به خطاب جلالة الملك نصره الله وأيده
بمناسبة الذكرى الثانية والستين لثورة الملك والشعب 20 غشت 2015 ، و هو بمثابة وثيقة رسمية تؤطر العلاقة بين الناخب و المنتخب و تحدد المسؤوليات .
شعبي العزيز،
إذا كان عدد من المواطنين لا يهتمون كثيرا بالانتخابات ولا يشاركون فيها، فلأن بعض المنتخبين لا يقومون بواجبهم، على الوجه المطلوب. بل إن من بينهم من لا يعرف حتى منتخبيه. وهنا يجب التشديد على أن المنتخب، كالطبيب والمحامي والمعلم والموظف وغيرهم، يجب أن يشتغل كل يوم. بل عليه أن يعمل أكثر منهم، لأنه مسؤول على مصالح الناس، ولا يعمل لحسابه الخاص.
غير أن هناك بعض المنتخبين يظنون أن دورهم يقتصر على الترشح فقط. وليس من أجل العمل. وعندما يفوزون في الانتخابات، يختفون لخمس أو ست سنوات، ولا يظهرون إلا مع الانتخابات الموالية. لذا، فإن التصويت لا ينبغي أن يكون لفائدة المرشح الذي يكثر من الكلام، ويرفع صوته أكثر من الآخرين، بشعارات فارغة ؛ أو لمن يقدم بعض الدراهم، خلال الفترات الانتخابية، ويبيع الوعود الكاذبة للمواطنين.
فهذه الممارسات وغيرها ليست فقط أفعالا يعاقب عليها القانون، وإنما هي أيضا تعبير صارخ عن عدم احترام الناخبين. لذا، فإن التصويت يجب أن يكون لصالح المرشح، الذي تتوفر فيه شروط الكفاءة والمصداقية، والحرص على خدمة الصالح العام.
وهنا أقول للأحزاب والمرشحين : إن الهدف من الانتخابات لا ينبغي أن يكون هو الحصول على المناصب ، وإنما يجب أن يكون من أجل خدمة المواطن فقط.
تعليقات 0