جريدة نبأ نيوز

اكتشاف يهز عرش السياحة المغربية… “مدينة الأسرار” المنسية التي ستجعلك تنسى “مراكش” إلى الأبد!

تقرير صادر عن شبكة CNN الأمريكية)

في الوقت الذي تتجه فيه أنظار العالم نحو الوجهات السياحية المعروفة، يبدو أن الولايات المتحدة الأمريكية، عبر عدسات إحدى أكبر شبكاتها الإعلامية، قد “اكتشفت” كنزاً سياحياً مغربياً جديداً، واحة من السحر والأصالة ظلت بعيدة عن صخب السياحة الجماعية. إنها مدينة تارودانت، “مراكش الصغيرة” كما يطلق عليها، والتي سلط تقرير لشبكة CNN الأمريكية الضوء عليها كوجهة واعدة تقدم تجربة فريدة، وقد تكون البديل المنشود للباحثين عن سحر المغرب بعيداً عن الازدحام الذي بدأت تعاني منه مدن كبرى مثل مراكش.

**تارودانت: همس الأصالة في وجه صخب “الحمراء”**

في قلب الجنوب الغربي للمغرب، وعلى بعد 90 دقيقة فقط شرق مدينة أغادير، تستيقظ تارودانت كل صباح على إيقاع حياة تقليدية آسرة. هذه المدينة، المحاطة بأسوار تاريخية مهيبة بلون العسل تطل عليها جبال الأطلس الصغير، تقدم نفسها كبديل ساحر وأكثر هدوءاً لمراكش. فبينما تعج الأخيرة بالسياح، حيث رحبت المملكة بـ 17.4 مليون زائر عام 2024، متجاوزة بذلك أرقام ما قبل الجائحة، لا تزال تارودانت تحتفظ بنبض حياة مغربية أصيلة، لم تمسها بعد يد السياحة الجماعية بشكل كبير، مما يجعلها “اكتشافاً” حقيقياً.
طفرة سياحية ومخاوف “الاكتظاظ”: هل تارودانت هي الحل؟**

لقد شهد المغرب طفرة سياحية غير مسبوقة، مسجلاً نفسه كأكثر الوجهات الإفريقية زيارة. ومع توقعات بمزيد من النمو في عام 2025، أثارت هذه الطفرة مخاوف جدية بشأن “السياحة المفرطة” وتأثيرها على السكان والبنية التحتية، خاصة في مدن مثل مراكش التي صنفها تقرير لمؤسسة “ماكنزي” ضمن أكثر الوجهات ازدحاماً في العالم. وفي هذا السياق، تبرز تارودانت كنموذج واعد وملاذ للباحثين عن جانب أقل ارتياداً وأكثر عمقاً من التجربة المغربية.
تعتبر تارودانت، التي يعود تأسيسها إلى القرن الحادي عشر الميلادي، واحدة من أقدم المدن المغربية، وقد لعبت دوراً تجارياً وسياسياً محورياً في عهد الدولة السعدية. هذا الإرث العريق لا يزال ماثلاً في أسواقها النابضة بالحياة، مثل “السوق البربري” المركزي و”السوق العربي” الكبير الذي يعج بالحرف اليدوية المحلية الأصيلة. وبعدد سكان يناهز 80 ألف نسمة ومتوسط عمر شاب يبلغ 28 عاماً، تحتفظ المدينة بطاقة حيوية ممزوجة بهدوء ساحر.

**رياضات ساحرة: عناق الأصالة وراحة البال**

بعيداً عن صخب الفنادق الكبرى، تتألق تارودانت برياضاتها التقليدية المنعزلة، التي تقدم للزائر تجربة إقامة فريدة تغوص في عمق التقاليد المغربية. هذه الدور، المبنية حول أفنية داخلية وحدائق غنّاء، توفر واحات من السكينة والجمال، كما هو الحال في “لا ميزون تارودانت” التي وصفتها مصممة فرنسية انتقلت للمدينة بأنها “بيت أمازيغي يشبه مزارع جنوب فرنسا”.

**ما وراء الأسوار: كنوز طبيعية وثقافية تنتظر الاكتشاف**

لا تقتصر جاذبية “مراكش الصغيرة” على مدينتها العتيقة، بل تمتد لتشمل محيطاً غنياً بالمعالم الفريدة. فعلى مقربة منها، يقع قصر ومتحف الفنان التشيلي الراحل كلاوديو برافو، وهو تحفة فنية ومعمارية. كما تدعو واحة تيوت الزوار لاكتشاف قصبتها الأثرية ونظام الري التقليدي “الخطارات”، والتعرف على جهود تعاونية “تايتماتين” النسائية في إنتاج زيت الأرغان الشهير. ولعشاق المغامرة، تعد جبال الأطلس الصغير، بقرى الطين الوردي وتشكيلاتها الصخرية الأسطورية كـ”قبعة نابليون” قرب تافراوت، ميداناً مثالياً للرحلات واستكشاف الطبيعة البكر.

**تارودانت: نموذج واعد لسياحة الغد المستدامة**

في مواجهة تحديات “السياحة المفرطة” التي تهدد بعض الوجهات العالمية، تقدم مدن مثل تارودانت، بهذا “الاكتشاف” الذي سلطت عليه الضوء عدسات CNN الأمريكية، نموذجاً ملهماً لتجربة سياحية أكثر توازناً وعمقاً. إنها دعوة لاكتشاف جوهر المغرب الحقيقي، بما يعود بالنفع على الزوار الباحثين عن الأصالة، وعلى المجتمعات المحلية الحافظة لهذا الإرث العريق.