جريدة نبأ نيوز

إلا شباب ومستقبل دمنات؛ فهو” خط أحمر”!!!.

أيها المسؤولون بدمنات ، مشاركة الشباب في صنع القرار طريق لرسم المرحلة المقبلة لمستقبل دمنات” إقتصاديا وسياحيا وسياسيا وإداريا” فلا تحطموا آمالهم كما حطمت آمال من قبلهم ،لأنهم أصبحوا ومستقبل دمنات “خطا أحمر”.

وهذا بعض من الخطاب السامي الذي وجهه صاحب الجلالة الملك محمد السادس ، بمناسبة الذكرى الثامنة عشرة لتربع جلالته على عرش أسلافه المنعمين.
————————————————————
“شعبي العزيز،

إن مسؤولية وشرف خدمة المواطن، تمتد من الاستجابة لمطالبه البسيطة، إلى إنجاز المشاريع، صغيرة كانت، أو متوسطة، أو كبرى.

وكما أقول دائما، ليس هناك فرق بين مشاريع صغيرة وأخرى كبيرة، وإنما هناك مشاريع تهدف لتلبية حاجيات المواطنين.

فسواء كان المشروع في حي، أو دوار ، أو مدينة أو جهة، أو يهم البلاد كلها، فهو يتوخى نفس الهدف، وهو خدمة المواطن. وبالنسبة لي، حفر بئر، مثلا، وبناء سد، لهما نفس الأهمية بالنسبة للسكان.

وما معنى المسؤولية، إذا غاب عن صاحبها أبسط شروطها، وهو الإنصات إلى انشغالات المواطنين؟

أنا لا أفهم كيف يستطيع أي مسؤول ، لا يقوم بواجبه، أن يخرج من بيته، ويستقل سيارته، ويقف في الضوء الأحمر، وينظر إلى الناس، دون خجل ولا حياء، وهو يعلم بأنهم يعفون بانه ليس له ضمير .

لكل هؤلاء أقول :” كفى، واتقوا الله في وطنكم… إما أن تقوموا بمهامكم كاملة ، وإما أن تنسحبوا.

فالمغرب له نساؤه ورجاله الصادقون.”
——————————————————-

الشباب هم عماد التغيير والنهوض في كل المجتمعات، لما يتمتع به من قدرة على استيعاب التجديد والتفاعل مع العصرنة والتعايش مع المتغيرات، وإمكانيات ذهنية واسعة، وشجاعة وجَلَد، ما يؤهله لضمان مستقبل افضل.
الا للأسف فإن الشباب الدمناتي هو الشريحة الضائعة، ففرص التطور والبحث والعمل والمشاركة في الشأن العام وفرص السلامة البدنية والعقلية مغلقة أمامه بشكل مهول، الا من عصم الله تعالى، ولذلك فان دورهم في تحقيق عملية التنمية والنهوض والتغيير لضمان المستقبل خارج وداخل دمنات معدوم تقريبا.
لذلك، ينبغي على الشباب، اولا، انتزاع الدور انتزاعا، من خلال الاعتماد على النفس في خلق الفرص وبمختلف أشكالها.
إن ما يؤسف له، هو انه وبعد مرور عقد من الزمن على التغيير، يجد الشباب نفسه، امام تحدي الاعتماد على الذات في انتزاع الدور، فيما كان ينتظر من الدولة، وبمختلف مؤسساتها، ان تحتظنه ليتمكن من النهوض بنفسه بأقل الخسائر والتضحيات، وبأسرع وقت ممكن، على اعتبار ان العالم اليوم يسير ويتقدم الى الامام بسرعة جنونية، لا يمكن اللحاق به اذا كنا نسير كالسلحفاة، او ان نتقدم خطوة ونتراجع خطوتين.
وتتضاعف المسؤولية اذا عرفنا بان النسبة الأكبر من المجتمع الدمناتي هم الشباب، ما يعني ان بقاء هذه الشريحة بلا أفق او أمل او دور، يعني ان دمنات بكاملها ستكون كذلك، بلا اي أفق واضح ومستقبل معلوم.
كما ان الشباب الدمناتي وهو يعيش التهميش الاقتصادي والاداري والسياحي اقتصرت اهتماماتهم على السماع فقط، في أغلب الأحيان، او تراه منشغلا بالتواصل مع من يعرف ومن لا يعرف على مواقع التواصل الاجتماعي، وياليتهم يتبادلون المعلومة المفيدة مثلا او يناقشون رأيا نافعا او يتحاورون بأدب ويناقشون قضية مهمة تخص النهوض بدمنات او شريحتهم تحديدا او يحاولون حل مشكلة من مشاكل المجتمع، ابدا، بل ان اهتمامهم منصب على القيل والقال وتبادل الكثير من الخزعبلات او الأكاذيب والشائعات التي لو دقق بها المرء قليلا لوجدها شائعات ليس لها أدنى حظ من الصحة، الغرض منها تدمير المجتمع وإشاعة الأكاذيب التي تشغل بال الناس بلا نتيجة.
لقد ابتلي المجتمع الدمناتي بأمراض عدة جراء تراكم السياسات الخاطئة التي دفع ثمنها غاليا، وإن تصحيحها، لينهض من جديد، بحاجة الى جيل او اكثر، ربما، ولذلك ينبغي على جيل الشباب، على اعتباره رجال المستقبل وقادته، الانتباه اليها ليبدأ عملية الإصلاح والتصحيح منذ الان لتثمر تغييرا في البنية التحتية ، بعيدا عن التغيير بالرتوش والمساحيق والألوان والعناوين والمسميات، وبالتالي لتشهد دمنات، نهضة شاملة تمس كل جوانب الحياة ولهذا فعلى المسؤولين اصحاب القرار بدمنات :

اتخاذ قرارات جريئة من خلال تنفيذ إصلاحات اقتصاديةو قضايا تتعلق بمصلحة المواطنين.

ضرورة توفير الخدمات الرئيسية كالتسريع في تنفيذ الطريق دمنات وارزازات .

إصلاح شبكة المياه في المنطقة و زيادة كميات التزويد لها.

إتخاذ خطوات سريعة وحاسمة لمكافحة الهجرة .

وعلى الشباب ان يعملوا من اجل تجاوز كل ما من شأنه تفرقة صفوفهم وتمزيقها، من خلال البحث عن المشتركات فيما بينهم وخلق شراكات مع جمعيات وطنية ودولية للنهوض بدمنات حاضرة متجددة مستقلة إداريا لتصبح عمالة .
عليهم بالتواصل والتشاور والتعاون مع تنظيم صفوفهم ليساهموا في تغيير الواقع المريض الذي تعاني منه دمنات.
كذلك، فان عليهم التحلي بصفة الانفتاح على الآخر من خلال تجاوز تراكمات الماضي، فالإنغلاق لا يساعد على توسعة مدارك الشباب، كما أنه يحصر اهتماماتهم في دوائر ضيقة.
بقلم
محمد أسامة الفتاوي .