جريدة نبأ نيوز

ﻓﻘﻂ ﻛُﻦ ﺃﻧﺖ ..! ﻭ ﻻ ﺗﻜﻦ ﻫُﻢ ..

لماذا ينبذ البعض كل من يخالفه ويختلف عنه لماذا يعادي ويكره ويهاجم كل من لا يشبهه؟
نحن نتخلّى عن ما يجمعنا وهو عبادة الله، ونتمسك بما يفرّقنا وهي العقائد والتيارات السياسية و الارض وخلاصنا لن يكون إلّا بالإيمان وطاعة الرحمن.

لكل منا مساحته الشخصية وحريته في التعبير لا تعتدوا عليها .. تعلموا الحب ومارسوه في جميع طقوسكم اليومية، لا تكن عبدا لعاداتك الساذجة عش بسلام ودع الآخرين بسلام يعيشون فالأرض خلقت للجميع. قال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (29)} [البقرة: 29].

أحبتي، أصبحنا نعيش في ﻣﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺗﻘﺪّﺱ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ﻭ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ،
ﻣﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺟﻌﻠﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ﻋﺒﺎﺩﺓ،
ﻣﺠﺘﻤﻌﺎﺕ، ﺃﺣﻼﻡ ﺷﻌﻮﺑﻬﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﻮﺳﺎﺩﺓ،
ﻓﻘﺪ ﺃﺻﺒﺤﻨﺎ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺗﻤﺠّﺪ ﺍﻟﺴﺬﺍﺟﺔ ﻭ ﺍﻟﺒﻼﺩﺓ بعد ان فرضوا علينا مبدأ ﺃﻥ ﻧﺤﻴا مسلوبي السيادة، فﻛﻴﻒ ﻧُﺮﻳﺪُ ﺑُﻠﻮﻍ ﺍﻟﺮﻳﺎﺩﺓ ..
ﻭ ﻛﻞٌ ﻣﻨّﺎ ﻻ ﻳﻤﻠﻚُ ﻋﻠﻰ ﺫﺍﺗﻪ ﺣﻖّ ﺍﻟﺴّﻴﺎﺩﺓ؟
ﻫﺎ ﻧﺤﻦ ﻏﺮﻗﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻼﻑ ﻭ ﻣﻦ ﻗﺒﺤﻪ ﻗﺪ ﻏﺮقنا
ﻫﺎ ﻧﺤﻦ ﻓﻲ ﺗﺸﻮﻳﻪ ﺑﻌﻀﻨﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺇﺣﺘﺮﻓﻨﺎ..
لم يعلمونا، ﺧﺎﻟﻔﻨﻲ ﻭ ﺇﺧﺘﻠﻒ ﻋﻨّﻲ
ﻳﻬﻮﺩﻳﺎ، ﻣﺴﻴﺤﻴّﺎ،
ﺃﻭ ﻣﺴﻠﻤﺎ ﺷﻴﻌﻴّﺎ ﻛﻨﺖ ﺃﻡ ﺳﻨّﻲ
ﺃﻭ ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻛﻨﺖ ﺩﻭﻥ ﻣﻌﺘﻘﺪ ..
ﺃﺑﻴﻀﺎ ﻛﻨﺖ ﺃﻭ ﺃﺳﻮﺩ ..
ﻓﻘﻂ ﻛُﻦ ﺃﻧﺖ ..!
ﻭ ﻻ ﺗﻜﻦ ﻫُﻢ ..
ﻛُﻦ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﺑﺈﺧﺘﻼﻓﻚ
وقد خلق الله كل نفس ورزقها، وحدد أجلها، فلا تموت حتى تأكل رزقها، ولا يستطيع أحد أن يحول بينها وبين رزقها.
وفي هذه الأرض التي نعيش عليها أحياء تسكن سطحها، وأحياء تسبح في أجوائها، وأحياء تعيش في مائها، وأحياء تختبئ في مفاوزها وكهوفها، وهي أشكال وألوان، وأمم وقبائل لا يحصيها إلا الله وحده لا شريك له، غير أنه لا يدرك هذه العجائب، ولا يستمتع بالجولة في هذا المعرض الهائل إلا القلب العامر بالإيمان واليقين.
“دعونا لا نتصارع على جلد دب لم ننجح في اصطياده، ولنتقاسمه عندما ننجح في إسقاطه”.
واخيرا السؤال الاكثر أهمية : نحن سبع مليارات نسمة والعدد يتزايد، نتصارع على موطئ قدم على هذا الكوكب “الأرض” فهل نحن على استعداد لما سيأتي في المستقبل؟
بقلمي المتواضع
محمد أسامة الفتاوي
جميع حقوق النشر والتأليف محفوظة.