جريدة نبأ نيوز

دكتور نفساني لرئاسة وتشكيل الحكومة بالمغرب، فهل المرض مستعصي لهذا الحد؟

رحلة قراءةبين سطور للتغريدات حول الاقالة بقرار معلل للفقيه بنكيران (صاحب الحزب المهدى من السماء و انه مجاهد في سبيل الله ولاينتظر رضي الملك ….حسب تعبيره)/ بن كيران العاجز عن رئاسة الحكومة وظل يردد لمدة خمس سنوات انه معاون الملك فقط وان مهمته هي الدفاع عن امارة المؤمنين وتجنيب المغرب سيناريو سوريا وليبيا .
ظهر ان اغلب المحللين لايملكون ثقافة دستوريةولم يستطيعوا تفسير ما اصطلح عليه البلوكاج …وسقطوا في الشخصنة بدورهم ….فغاب توسيع النقاش العمومي لفهم صحيح، لما وقع ولما سيقع ،و بدل المجهود في البحث عن البدائل الممكنة ولو افكار تنويرية، لتوسيع دائرة النقاش وتطوير الديموقراطية التشاركية في افق خلق الاجواء لتفعيل الديموقراطية الحقيقية والتنافس السلمي على البرامج ..وتقوية الوسائط ..في ادارة الأزمات ،وخدمة السلم الاجتماعي وتحمل الاحزاب والنقابات ادوارهم الدستورية(الفصلين -8-7) في تأطير المواطنين والتشجيع على المشاركة الساسية وتدبير الراي العام ..واضطلاع المجتمع المدني والاعلام ايضا بمهامهم في التوعية وتكوين الراي العام ..وتقوية الجبهة المضادة ..وتأطير التعبيرات السلمية وتقوية الوسائط والقوى التفاوضية والناثرة في القرارات …
فحتى جزء من اليسار المؤطر والاخر الغير مؤطر /المعارضة من اجل المعارضة بدون افق واضح ،ومايسمى بالصحافة المستقلة اظهروا تعاطفهم مع بنكيران؛ ومنهم ما علق على الحادث واعتبرالطريقة التي تمت بها اقالته مهينة لأن الملك لم يستقبله مباشرة ولم يعطيه فرصة التشكي والتبوحيط ؛بل بلغ بالقرار كأيها الناس عبروسائل الاعلام …
لكن القرار جاء بعد تفكير عميق كما جاء في البلاغ (الالمام والتتبع للمشاورات ….عدم التوفق في المهمة…وهدر الزمن … )..
اذن المسألة تتعلق بالشخص لا بحزبه ، أي انتقاد مباشر للطريقة الشعبوية التي دبر بها المفاوضات مرة بالأنانية والإستحواد بالراي (الآمر الناهي ..)ومرة بالمظلومية البلوكاج الماطر من الجن … (التشكي حسب المزاج وبالتناوب من الأشخاص لا البرامج : شباط ..لشكر ..ساجد وأخيرا اخنوش.
..انتهى الكلام ومرة اخرى بالمزايدة (حزبي منزل من السماء …وأنصح الملك ان يحترم الشرعية وارادة الشعب…..اذا دخل لشكر الى الحكومة مانتسماش بن كيران …)
اذن الملك احترم الدستور وفعل صلاحياته في اطار الفصل 42 كرئيس الدولة لارجاع الامور إلى أصلها …استكمالا وتفعيلا لقوله من دكار ..(خدمة المواطن بعيدا عن منطق الغنيمة .
وجعل مصلحة الوطن /المواطن فوق كل اعتبار /.. لاحياة لمن تنادي..
وتعيينه( في ظرف 48 ساعة ) للدكتور العثماني في إطار تنفيد للقرار والعمل الاستباقي..فاختار رئيس برلمان الحزب/المجلس الوطني ؛ اي الشخصية التانية بعد الأمين العام/ الدكتور العثماني،،،،، ليلة قبل انعقاد المجلس الوطني الذي روج انه سوف يجيب على بلاغ الديوان الملكي …
فوضع الملك حد للعبث وأعلن رسميا نهاية الشعبوبة في مؤسسات الدولة في إشارة مشفرة تأكد انه لامجال لإعادة الانتخابات ؛او الانقلاب على العدالة والتنمية(احترام روح الفصل 47 مع اجتهاد في تأويله )..
كما روج له ،بل أعطاها فرصة اخرى وعبرها رسالة مشفرة إلى باقي الفاعلين للتفاوض على برنامج عملي لتدبير المرحلة.المقبلة بالإكراهات والرهانات الجديدة بعدان اختارت الدولة منطق الدبلوماسية الهجومية والاستباقية في مايخص ملف الوحدة الترابية . وموازات ذلك بتنويع الشراكات أسيويا وأوربيا وقارياوالعودة الى الأم افريقيا، بتصور جديد بأساس اقتصادي وتنموي مستدام للإيهام في إصلاح منظومة الاتحاد الافريقي ، واخراجه من الخمول لخدمة مصالح القارة والدفاع عن مصالحها في إطار رابح رابح .
ومن هنا جاء دكتور نفسي لتشكيل الحكومة وان يفاوض جيدا ويقدم تنازلات ويتوافق بعيدا عن الشخصنة والعنطرية ليمارس عمل ر ئاسة الحكومة ليس كسابقه بن كيران الذي لم يكن يفرق بين شخصه ومهامه؛ كأمين عام للحزب وكفقيه وكوزير أول معاون الملك .
بنكيران وكما هو معروف كان يستعمل كلمة الرئيس فقط في البروتوكول، لكن عمليا تنازل مند اليوم الأول عن صلاحيته المؤساساتية بعد ان اصدر أمره التريهي “عفى الله عما سلف “..وطبق بالحرف تعاليم صندوق النقد الدولي /توصيات التقويم الهيكلي وتصفية دور الدولة الاجتماعية ……
ومارس المظلومية مدعيا بأن غيره من التماسيح والعفاريت الجن ووزراء الفضاء..يحاصرونه لايدعونه يحكم(البلوكاج ) ويورطونه مع الملك ..وكل مرة يبدع في قصص المظلومية والتهريج …..

فمطلوب من السيد العثماني ان ينصت لنبض الشارع وينفتح على جميع الفعاليات لكي يكون حكومة قوية..ويعجل باخراج اليات الحكامة ويعالج نفسيا ما يمكن أن يعالجه حسب خبرته في ميدان الطب النفسي وخصوصا مرض انفصام الشخصية .