بعض جمعيات المجتمع المدني بمراكش توظف نفسها” وصيا” على المجتمع المراكشي المثقف الحر ،وتستغل مرونة العمل التطوعي إلى حد التسيب والاستهتار لتحقيق أقصى استفادة شخصية ممكنة

إيجابيات العمل التطوعي كثيرة لا يمكن صرف النظر عنها، فالعمل التطوعي كمصطلح أصبح شائعاً بين أفراد المجتمع وهذه إيجابية كنا نتطلع إليها منذ أعوام ولكن لا يفهم هذا المصطلح الكثيرون. نجد الكثير والكثير من التخبط في العمل التطوعي والعمل المجتمعي، والفئات المستهدفة أصبحت نفسها إلى حد كبير. أصبح موضة حسنة ولا يمكننا وصفها بالموضة السيئة فلا يمكننا القول لشخص يتطوع إنه مخطئ -حتى وإن أخطأ- لأنه بالنهاية تبرع بوقته لخير بافتراض حسن النية وليس لسوء النية .
أما عن أكبر التحديات التي تواجه العمل التطوعي والمجتمعي بمراكش ، فهي التنافس بين الفرق التطوعية والجمعيات للإستفادة الشخصية فقط لا غير،الشيء الذي يتحول مع مرور الوقت لتنافس عقيم أعمىً لا يُثمر شيئا، فيا حبذا لو نرى تعاوناً وتكافلاً وائتلافاً مثمرا إيجابيا فاعلا بدل التنافس لأجل التنافس والربح فقط! فمثلاً لو كان هناك اتحاد نشيط للجمعيات يكون دليل يوجه الجمعيات للعمل ويجمع كافة الجمعيات والمبادرات على طاولة مستديرة يتباحثون فيها سبل التعاون فيما بينهم لتوسعة دائرة الاستفادة .
للأسف نرى نفس الوجوه ،معروف عنها انها لا يهمها من وراء الإجتماعات مع مؤسسات التعمير والسكنى ومصحلة التزويد بالماء والكهرباء ومؤسسة العمران و المجلس الجماعي في شخص العمدة إلا الربح الشخصي فقط لاغير .
وأنهي كلامي برسالة أوجهها لهذه الجمعيات و للمتطوعين الذين يتكلمون بصيغة الجمع، وأصبحوا في لحظة غفلة، الوصي الشرعي وولي أمر المجتمع والمراكشي الحر بدون صفة أو قانون، وهم لا يمثلون إلا أنفسهم وهنا كذلك بهذه النقطة يوجد شك كبير حتى في تمثيل أنفسهم لأن المجتمع المراكشي المثقف والواعي والأصيل بريء منهم ولن يقبل ان تمثله هذه الفئة ،أقول :
منّ الله على الإنسان بالعقل، الكرامة وعزة النفس فحذاري أن تسلبها من شخص آخر لتظهر أنت بصورة البطل الخارق فأنت لست بالبطل ولا تعلم متى تتبدل الأحوال فيصبح المحتاج قادر والقادر محتاج فضع نفسك في مكان من تساعد وعامله كما تحب أن تعامل، أنت المستفيد الأكبر من عملك التطوعي لما فيه من تهذيب النفس والروح.
خلقنا الله خليفة له في الأرض وكلٌ منا له رسالة وهدف ومغزى،فلنكن خير خليفة خلقها الله دون المساس بالآخر والركوب على ظهر البسطاء والإتجار بهم .
تعليقات 0