الصحافة المغربية في مواجهة فيروس كورونا «كوفيد 19»

بقلم / أسامة الفتاوي
منذ بداية أزمة فيروس كورونا «كوفيد 19» ساهمت الصحافة الوطنية والجهوية الالكترونية بأدوار مهمة لتعزيز جهود التصدي للوباء والحد من تداعياته على مختلف قطاعات الحياة في الدولة.
واستشعرت الصحافة المغربية بأشكالها المتعددة باكراً خطورة الأزمة وسارعت إلى التحرك وتحمل مسؤولياته الوطنية والأخلاقية تجاه المجتمع المحلي، واضعة نفسها في الخطوط الأمامية جنباً إلى جنب مع جميع الكوادر الميدانية المعنية بمواجهة الوباء.
ومنذ بداية انتشار «كوفيد 19»، أصبح الوباء بكل تطوراته وتداعياته على المستويين المحلي والعالمي، الشغل الشاغل للصحافة المغربية التي أفردت له صدر مواقعها الإلكترونية و خصصت لمتابعته صفحات و ملاحق يومية وضعت القارئ في صورة جميع المستجدات و التطورات المتعلقة.
وشكلت الصحافة المغربية مع بقية وسائل الإعلام حلقة الوصل بين صانع القرار والجمهور، والقناة الموثوقة لنقل المعلومات والحقائق المتعلقة بعدد الإصابات والوفيات وعدد المتعافين وساهمت في وضع المجتمع المحلي بصورة الجهود المبذولة من مختلف الجهات المعنية للتعامل مع تداعيات الأزمة على المستويات الصحية و الاقتصادية و الاجتماعية.
وبرزت جهود الصحافة المغربية في إطلاع الجمهور بشكل دوري ومنتظم على جميع التطورات من خلال عدة أوجه لعل أبرزها تغطيتها الواسعة ومشاركتها الفاعلة في جميع الإحاطات الإعلامية الدورية التي تنظمها حكومة المغربيةبخصوص وباء كورونا أو من خلال اللقاءات التي تجريها مع المسؤولين المعنيين، لتقديم الصورة الكاملة والواضحة حول كل التفاصيل ذات العلاقة.
وتوعوياً، تكفلت الصحافة إلى جانب بقية وسائل الإعلام المغربية بالدور الأكبر من مهمة نشر الرسائل التوعوية وتعزيز الإجراءات الوقائية من الوباء بين جميع فئات المجتمع الذين توجهت إليهم عبر مختلف الأنماط والفنون الصحفية وبلغات متعددة.
وساهمت الحملات التثقيفية والتوعوية التي قامت بها الصحف ووسائل الإعلام المغربية في تحقيق قدر عال من الالتزام بالتدابير الوقائية والإرشادات الصحية الاحترازية من قبل جميع المواطنين والمقيمين، الأمر الذي انعكس بشكل إيجابي على تمكين مختلف الجهات المعنية من القيام بدورها الوقائي والصحي على أكمل وجه لمكافحة فيروس كورونا المستجد.
التصدي للشائعات.
برهنت الصحافة المغربية في تعاطيها مع أزمة فيروس «كوفيد 19» على تحليها بمستوى عال من المسؤولية الوطنية والأخلاقية وذلك من خلال تصديها لجميع الشائعات والمعلومات المغلوطة بشأن الفيروس.
وأسهمت بفضل حرفيتها وتحريها دقة المعلومة واستقائها من المصادر الرسمية في خلق حالة من الحصانة لدى الجمهور ضد كل الأخبار والمعلومات المغلوطة.. وسلطت الضوء على العواقب القانونية لنشر الشائعات الكاذبة أو إطلاق معلومات من غير مختص.
وعلى مستوى العمل، فرضت الإجراءات الوقائية إزاء فيروس كورونا المستجد على جميع الصحف وقف تسويق النسخ الورقية والاتجاه نحو تعزيز حضورها الإلكتروني ما شكل لحظة حاسمة في مسيرة هذه الصحف التي أدركت في السابق حتمية هذه الخطوة إلا أنها لم تتخيل أن تكون بهذه السرعة.
و دعت الأزمة الصحف أيضاً إلى تطبيق تجربة العمل عن بعد وباتت تعد موادها وتجهز صفحاتها وتغذي منصاتها الرقمية عبر فرق تعمل على مدار الساعة من المنازل.
تعليقات 0