الخوف هو صديقنا الأزلي…

بقلم :محمد أسامة الفتاوي
النجاة من ذوي الأمر هي النجاة، أمّا الحياة فربما نقدر على تفاديها كلما صعبتْ او تعثّرت او كادت. فعلى ذوي الامر المخلّدون ان يحلّوا عنا، ويخفّوا عن كواهلنا، لكي نتولى أمرنا باحلامنا. لدينا ما يكفي من خرائط الطريق والزمان والمكان.
ينتابنا أننا ننتهي مثلما يتقد الضوء او تستجير المرايا، مستباحة بلا أحد. السُكر جناحُ المجدف. لا هو يغفر، ولا قاربَهُ في وصول. نوشك أن نصدق أحلامنا. أن نرى الليل قبل الظلام. أن نغفو واخطاؤنا جنة العاشقين.
ليس في الصمت غير ذاكرة سوف تنسي، فهدهدْ رؤانا كي ننام. لن يستقيم للنية قلب، فهذا المحل غدا موحشاً، كمرسمٍ جفّفه زفيرُ التعابير على أقمشةٍ صامتة، بلا لون سوى النباهة وقد تغيّر جِلدُها.
لا أُخفي أنني خائفٌ، بل أنني مذعور. فكلُّ ما في حياتنا يدعو الى الخوف. كيف يمكن العيشُ في حياةٍ مخيفة إلى هذا الحد؟ يكادُ الانسانُ لا يجدُ سبباً واحداً للطمأنينة والأمان. كلُّ أشياء الحياة من حولنا توقظُ غريزةَ التوجسِ والخوف، كلُّ شيء حتى الدين، وهو الشئُ القديمً الأولُ الذي وُجد ليمنحَ الانسانَ الشعورَ بالطمأنينة والتوازنِ الروحي والسلام.لم أعدْ قادراً على العثور على ما يُشعرني بأن شمساً يمكن أن تشرقَ غداً وأنَّ للأبجدية حروفاً معدودةً ستُسعفُ الكتابة. اناً الذي اكتبُ لفرطِ الخوف، أصبحتِ الكتابةُ ذاتَها مدعاةً لخوفٍ لا فكاكَ منه. عبرتُ الخرائطَ واجتزتُ المدنَ والمحيطاتِ وعدتُ بالروح الخائفة والوثائقِ المذعورة والكلمات المرتعشة. ما مِنْ بيتٍ في البلاد إلاَ وهو مكانٌ مفقود أو طريقٌ لحقٍّ مغصوب وكبدٍ مفدوح. صارتِ الحياةُ مهيظةَ الجناح كسيرةَ القلب، لا يأتيها نومٌ ولا أحلام. تعالوا انظروا ليليَ المشحونَ بالكوابيس،
من منكم يزعم أنَّه ليس كذلك؟
الخوف هو صديقنا الأزلي…
تعليقات 0