جريدة نبأ نيوز

التنمية دولة وإنسان !!! فهل المجتمع المدني المغربي قادر على خدمة المصلحة العامة، بعيدا عن أي سعي إلى تحقيق مصالح شخصية؟

التنمية دولة وإنسان،
فالتنمية عندما يكون أساسها مشروع بدل مايكون أساسها مواطن الذي بني عليه المشروع في هذا الوقت تصبح التنمية مشكلة و ليس حلا.عندما تغيب تنمية العقل فالبديل الجهل الذي يدخل التطرف والإرهاب وعندما تغيب تنمية السلوك سيكون البديل هو الفوضى وعندما تغيب تنمية الاخلاق سيكون البديل الانتهازية وفي النهاية تغيب تنمية الوطنية فلا نحصد إلا الخيانة …

إنَّ المجتمع المدني يشكّل مَدخلا أساسا لقياس مدى ديمقراطية النظام السياسية، فكلما كان المجتمع المدني حيويا ونشيطا، دلّ ذلك على وجود هامش من الديمقراطية والحرية، وكلما غُيّب المجتمع المدني و نزعت منه السلطة فإننا نبخس عمله ومن ذلك يعني أننا أمام السلطوية .
لكن يجب أن لا نستغرق في التفريق بين الدولة والمجتمع، ونهمل هذا التداخل الكبير بينهما، فالمجتمع المدني يخترق الدولة عن طريق المجلس التشريعي وعن طريق الرأي العام، كما أن الدولة تخترق المجتمع المدني عن طريق السلطة العامة والشرطة وإدارة العدالة وتنظيم الاقتصاد ضد الافتقار. فيما لا يحقق المجتمع المدني العقلانية والعمومية إلا عبر الدولة، التي تجسد هذه القيم، وبالتالي ترعى المصلحة العامة وتتجاوز انقسامات وأنانية المجتمع المدني،لهذا لا ينبغي النظر إلى المجتمع كمضاد تماما للدولة، فعندما تريد الدولة أن تطبق القانون مثلا، فإنها تحتاج إلى المجتمع المدني ليرسخ في المواطنين روح احترام القانون والتعاون مع السلطات لتحقيق المصلحة العليا للجميع.

غير أن هناك سؤال يطرح نفسه حول ما إذا كان المجتمع المدني المغربي قادرا على لعب هذا الدور لأن المبدأ الذي يجب أن يُبنى عليه عمل المجتمع المدني هو خدمة المصلحة العامة، بعيدا عن أي سعي إلى تحقيق مصالح شخصية.

ولكي لا نطيل وباختصار ،
فالعلاقة بين المجتمع المدني والدولة تفاعلية معقّدة ومتداخلة بشكل لا يمكن فصله بسهولة، كالضوء والعتمة تماما، وإنه لمواجهة قوة الدولة لا يجب إضعافها، ولكن يجب تقوية المجتمع وزيادة رأس ماله الاجتماعي لتكون العلاقة بينهما صحية ومفيدة لكليهما ولمصلحة الفرد، لأنه” إذا كانت الشجر قوية فلا مانع من أن تتصارع الفروع”. لذلك فإنه من الأفضل التفكير بمنطق الطبيب الذي يبحث عن مصلحة المريض، وليس أخصائي الطب الشرعي الذي يبحث في الأسباب ولا يدخل العلاج في دائرة اهتماماته وهنا ياتي مبدأ” التنمية دولة وإنسان”.
بقلم محمد أسامة الفتاوي .