الإعلام الوضيع والرخيص وماكنة الخراب يطفو فوق سطح اليوتوب في برنامج النيني “ضريبة الشهرة “من تقديم كبش الفداء بشرى الضو .
في عديد من الحالات التي يعيشها الاعلام الحالي من ترقيع والبحث عن الفرصة للنجاة من النهاية وكسب الشهرة والمال بأي طريقة ، ومنذ زمن طويل كان يتجه الاعلام السمعي البصري وكذلك المقروء الى البحث عن تخريجة ولا يهم إن كانت بها “تحريجة او تجريحة” المهم ان تلقى اقبالا ومالا وشهرة ..وفي أيامنا هذه خرج لنا النيني بعدان انتهت بطارياته من مهاجمة بنكيران والحكومة السابقة، اتجه الى العبث بماضي الفنانين وهنا نقطة استفهام لأن الشك يحوم حول حواراته التي نشم من ورائحتها البيع والشراء مقابل اللقاءات مع ضيوفه وكأننا في كاميرا خفية محبكة مدرب عليها مسبقا ،تبدأ مقدمة البرنامج بالتقبح والتطاول بوضاعة على ضيوفها لاثارة المشاهد وكسب عدد كبير من المعحبين بتعرية اعراضهم وجلدهم والطعن في أوسمتهم الملكية ونجاحاتهم …
اسمحوا لي أن أوضح لشخصكم من أفواه آلاف ابمتتبعين أن الامر إن كان بهذه الوقاحة يضحككم فقد أضحكتم على وطنيتكم وابناء جلدتكم العالم بأجناسه، لا لشيء الا لتغطية مصاريف تلفزتكم وووو.
وهذه مجرد صرخة تشعرنا بالاشمئزاز والصدمة وخيبة الأمل بسبب بثكم لبرنامج “ضريبة الشهرة” الذي تقدمه كبش الفداء “بشرى الضو “بطريقة الاستهزاء مقابل مرتب شهري مغري ومقولة “كلنا نعيش أو لا أحد” .
عندما نتلصص، أو ننتهك الخصوصية، ونستخدم الآلام ومصائب الناس من أجل تبرير العمل الصحفي في ظروف المغرب في أمس الحاجة لجميع مواطنيه للوقوف يد واحدة للنجاة وليس بث الحقد والغل واحباط المتلقي والقارئ للبحث عن تقنيات الانقلابات .
الاعلام والصحافة مهمة تعليمية وإخبارية، وينبغي أن تكون لها قيمة بناءة وموضوعية لدى الرأي العام؟
ماهي الغاية من سؤال الناس عن أسباب انفصالهم بعد علاقات حميمية كان تجمعهم مع مشاهير ؟
في ماذا يفيد المواطن المغربي التعرف عن الميولات الجنسية للفنانين؟
منذ متى يستحق الفنانون الذين يغنون في اسرائيل الطرد من بلادهم؟
ما فائدة معرفة ما إذا كانت مناضلة مقتدرة في سن 76 سنة، عذراء أم لا في حفل زفافها؟
كيف تسمحون باستعمال مصطلح “بايرة” في حق امرأة فضلت العيش وحيدة بدون زواج؟
ما هذا النوع الجديد من “الصحافة” الذي يلغي القمامات لاظهار خصوصيات الآخرين؟
كفى من الإنتقاص من قيمة هذه المهنة وإهانة جميع المنتسبين إلى حقل الصحافة.
كان المغاربة ينتظرون أن تخلق هذه القناة الجديدة إضافة وتسد النقص الحاصل في الحقل التلفزي المغربي، ببرامج جديدة وأفكار ولكن للأسف ما تسمونه اليوم بـ”خلق الجدل”، على الشبكات الاجتماعية قوبل بحملة تنديد قوية في أوساط شريحة واسعة من المغاربة وأعطي صورة مُهينة وسلبية حول الفنانين والمفكرين المغاربة في الداخل و الخارج.
بالنتيجة، الإعلام، الذي كان يفترض أن يكون رافعة من روافع الخروج من الأزمات ، أو التخفيف من حدّتها، وملجأ للمواطنين؛ أصبح اليوم أحد أهمّ ماكنات الخراب.
تعليقات 0