جريدة نبأ نيوز

إذا كان الخشب يفقد صلابته بفعل التسوس الداخلي، فإن المجتمع ايضا يفقد صلابته وقوته عندما تتواجد ديدان التسوس داخله.

مراكش تحتضر بعد تسهيل تداول مبيقات الممنوعات على اختلاف أنواعها “شيشة ،تنفيحة ،حشيش، ماحيا، قمار ،كوكايين و…”،والسكوت هنا يعني علامة الرضا.
نعم، لا يمكن لأي مجتمع ان يفقد قوته وصلابته إلا إذا تواجدت السوسة بداخله، وهي أخطر عامل للتدمير…
لذلك استرعت هذه الديدان انتباه واهتمام القوى الامبريالية والشركات العابرة للقارات التي تضع الانسان في خانة السلع، حيث قامت هذه القوى باستضافة علماء مرموقين في علوم الاجتماع والانتروبولوجيا والنفس والسيكولوجيا والانطولوجيا لدراسة كيفية تسويس المجتمعات من داخلها وإضعافها بطريقة او أخرى.
وقد توجت هذه الدراسات بإنتاج العديد من النظريات والاطروحات و الاعمال ذات الصلة بتفكيك المجتمعات.
لذلك لا نستغرب من تهاوي العديد من المجتمعات في وقت سريع جدا نظرا لامتلاء داخله بديدان السوسة.
ومن الوجبات اللذيذة التي تلتهمها هذه الديدان داخل المجتمعات هي الناشئة والأخلاق والقيم والانتماء الوطني، وأي مكان تمر منه هذه الديدان تترك به سموم فتاكة تحتاج إلى عشرات السنين لمعالجتها والتعافي منها، ومن أبرز هذه السموم “الجشع”، “الديوثية”، “النفاق”؛ “اللاثقة”، “ثقافة التخريب”، “فن الكذب” و”الهلوسة”وغيرها من السموم القاتلة.
الآن يحق لنا طرح تساؤلا عريضا: لماذا يعمد بعض الناس إلى فتح مقاهي للشيشة بالقرب من الثانويات والاعداديات؟ ومن يرخص لهم؟ وهم يعلمون جميعا انها تشكل خطرا حقيقيا ليس فقط على تلاميذ هذه المؤسسات فحسب، ولكن ايضا على الوطن برمته لأن هؤلاء التلاميذ هم رجال وطن الغد؟
هل هؤلاء يموضعون مشاريعهم الشيشانية قرب المؤسسات لاستهداف التلاميذ كزبائن لهم أم لتدميرهم أم لتنفيذ أجندات معينة؟

نحن هنا لم نتحدث عن تداعيات هذه الافعال ونتائجها في المحيط الأسري للتلاميذ المستهدفين.
ألا يمكن اعتبار مثل هذه السلوكات والافعال بمثابة ديدان التسوس التي تستهدف تدمير كينونة المجتمع من داخله؟
لماذا لم يفكر اصحاب هذه المشاريع في تثبيت مشاريع عبارة عن كتب وقصص وروايات بالقرب من هذه المؤسسات، على الأقل هنا تتواجد قاعدة “رابح رابح” زائد تأهيل الناشئة نحو غد أفضل.