أيها الإنسان ،رؤيتك السلبية لنفسك سبب فشلك في الحياة!!!

أيها الإنسان، إن بناء نفس سوية يعتمد على تعلم المهارات الحياتية التي لا تقف عند سن معين ولا تنتهي في مدة محددة، وإنما هي مثل بقية الأغذية التي تبني بها جسدك، لا تتوقف عن طلبها ، لأن إشباع النفس أولى وتلبية حاجاتها أهم وأعظم، لأنها هي التي تقود هذا الجسد وتوجهه في طرقات الحياة المختلفة.
حيث من المهارات التي تعلمتها في حياتي ولا أبخل ان أعلمها للناس، أنه في التعامل مع هذه الحياة لا بد أن نجد دائرتين، دائرة التأثير ودائرة الاهتمام، فمثلا أنا مشغول هل أنجح أو لا أنجح بالامتحان، وهذه دائرة الاهتمام، بينما دائرة التأثير هي فعل حفظ الدروس و فهمها ، ومن هنا ندرك أنه كان لزاما على الإنسان العاقل أن ينشغل بدائرة التأثير التي هي المذاكرة عن الانشغال بدائرة الاهتمام، والتي لا أملك فيها يدا، ورغم أن كثيرا من الناس ينشغل بدائرة الاهتمام ويفني فيها الوقت والجهد فالوقت مازال متاحا لتعلم تلك المهارة بأن أوجه اهتمامي نحو دائرة التأثير خاصتي في شتى مناحي الحياة.
دائرة التأثير هذه هي التي تؤثر في دائرة الاهتمام بشكل مباشر وتحقق النتيجة المطلوبة، ولكن للأسف قد نجد بعض الناس مثلا ينشغل بالأحداث السياسية المتقلبة في مجتمعنا المغربي فيتقلب بها قلقا وتوترا وشتما على الرموز و الوزراء و الجميع ، في حين كان لزاما عليه أن ينشغل بدائرة التأثير الخاصة به، ما هو دوره في هذا الوطن الكبير وكيف يخدم أهله وبلده؟ وليس الاقتصار على دور لا طائل منه بالمعارضة والمشاتمة، إنما كان الدور الأساسي أن نبدأ ببناء أنفسنا وأن نقدم نموذجا وطنيا في التعامل مع الوطن الكبير بأشكاله المختلفة، من خلال تقديم المقترحات الجميلة مثلا والإصلاح قدر الإمكان في الأسرة ومكان العمل والمجتمع بأسره.
في حياتك أيها الإنسان وحينما تتنقل في هذا الوجود من حال إلى حال ومن مكان إلى مكان يجب أن تبحث عن دورك دائما، وما الواجب الذي عليك فعله، لا تنشغل بكيفية أخذ هذا الحق، فالإنسان النبيل العاقل، ذلك الذي يفكر كيف يعطي الآخرين حقوقهم قبل أن يبحث عن حقه، وهذا منهج الأنبياء ومنهج العقلاء والحكماء من الناس، إن أول طرق تحصيل الحق وأجملها هو أن نعرف كيف نعطي الآخرين حقوقهم وبالتالي يعود ذلك الحق إليك، والأبله من لا يفكر إلا في نفسه، فلا يحصل على حقه ولا على حق الآخرين ويخرج صفر اليدين من الدنيا، لم يفت الأوان مطلقا على تدريب أنفسنا الانشغال بدورنا والابتعاد ما أمكن عن انتقاد الآخرين ومعارضتهم بما لا يعود بخير على الفرد أو المجتمع، وفي غمرة الأحداث التي تتقلب فيها البلاد كان حري بنا أن نتمسك بحديث النبي صلى الله عليه وسلم ونعض عليه بالنواجذ ( ابدأ بنفسك وادعوا غيرك واستعن بالله) ودعوة الآخرين كما هو معروف لا تكون إلا بالحكمة والموعظة الحسنة، إنها أفكار وقيم بنيت عليها عظمة هذا الدين وهذا الوطن ، وبها فقط نستعيد السيطرة على الأحداث والرقي بأنفسنا ومجتمعاتنا نحو الأفضل.
تعليقات 0