جريدة نبأ نيوز

أحتاج لحديث طويل معك…هل لديك وقت؟ -كل الوقت، تفضلي.. صمتت طويلا ثم قالت: لقد تعبت من كل شيء، وهذا كل شيء!

بقلم محمد أسامة الفتاوي …
وفي لحظة وقفت عقارب الزمن، نظرت إليها لأجدها تبتسم،ولأول مرة الاحظ أن إبتسامتها لم تكن سعادة او فرح بل كانت تعني إنها اعتادت على كل الخذلان والألم والحزن فلم يعد شئ يبكيها.
متعبة تلك العلاقات التي تجبرك على ان تكون دائمًا في قمة إتزانك النفسي، صحيح ان الحب خير علاج لثمة اضطرابات نفسية لكن أثقال العالم الخارجي أحيانًا تكون أصعب من الصمود أمامها..

أحببتها من لا شئ وأحببت بها كل شئ نضجت بداخلي يومآ بعد يوم ك طفل فى رحم أمه. رأيت تقلب مزاجها وحدتها واعتلاء صوتها ولكني تقبلته وأحببته فأنا أعلم ما بداخلها أعلم أنها غاضبة ولكن ما بين أضلعها لا يحمل إلا كل جميل ولهذا أعشقها. انتظرها وإن طال سفرها”تفكيرها وسرحانها”. أجدها لا تجيد التعبير تتلعثم في وسط الزحام يسود الارتباك ملامحها فأمسك بيديها لأطمئنها فتهدأ وتبتسم وكأن الشمس أشرقت. أعلم ما يدور بعقلها المتعب أرى النور بداخلها يبعث الحياة لمن أراد أن يهتدي به. هي هشة ومتعبة ولا تحتمل المزيد فهي في أحتياج لركن دافئ لتجلس به فتغفو طويلآ…
قالت بصوت خافت :
– لماذا تصر على البقاء معي حتى وأنا في أسوأ حالاتي ؟
أجبتها:
– لأن قيمة الأشياء تبقى مهما مر عليها الزمان، لأن الأشياء الجميلة باقية مهما جد عليها مفاهيم أخرى للجمال..
تعرفين؟؟؟ كنت أعلم أنه سيأتي وقت عليكِ حتى رفع رأسكِ من على وسادتك قد يؤلمك، لكنني لم أحبكِ لأنكِ تعطي دائمًا، لست أنانيًا يا عزيزتي لأقترب منكِ وقتما أحتاج لكِ فقط، أنا أحبكِ والحب يعني أن أبقى معكِ حتى وأنتِ عاجزة عن الاعتراف باحتياجك الشديد لي، هذه الفترة أنتِ لستِ على ما يرام، لكنني رجل تربى أن لا ينسَ من كان سببًا في سعادته، وأنتِ عندما تكونين على ما يرام تعطين وتقدمين كل شيء، تضحين بكل ما أوتيتِ من قوة في سبيل سعادتي وراحتي، لن أنسَ محاولاتكِ لإنقاذي من الموت، لن أنسَ محاولاتكِ لمواساتي في وقتٍ كنت لا أستطيع مواساة نفسي، لن أنسَ كل محاولاتك لتخفيف حدة الآلام والاعتذار عنها حتى وأنتِ لستِ سببًا فيها، لن أنسَ شغفكِ وجنونكِ وتعبكِ لبقاء علاقتنا رغم كل عقبة كانت تؤكد نهايتها؛ إصراري على البقاء معكِ لأنني عرفت معنى الحياة والشغف والأمل وقتما كنتِ على ما يرام، أنا معكِ دائمًا وأبدًا، فالحب يعني أن أحبكِ حتى في أسوأ أسوأ حالاتكِ،
وأنا أحبكِ.