من هنا بدأت القصة/استفزاز بنكيران لأهل الريف بقوله أين تقع الحسيمة، ومن هم أهل الحسيمة خلق حراك الريف وهدد استقرار البلاد …هاهو اليوم يريد زيادة الفثنة والاحتقان حيث يستعد لتكوين لجنة وطنية بسبب حراك الريف
نشرت بعض المواقع الإلكترونية أن :
(بنكيران يستعد لتكوين لجنة وطنية بسبب حَراك الريف)
وذلك بناء على اقتراح من أعضاء من الأمانة العامة للحزب ..
والواقع أن هذا الخبر ـ إن صح ـ فهو يؤشر بوضوح على شيء من الوقاحة والتحدي الممقوت، كما يدل على أن هؤلاء الأعضاء إما أنهم يريدون مزيدا من الاحتقان في المنطقة، أو أنهم يكرسون الاستهانة برجالها ونسائها المغاوير ، أو أن هؤلاء الأعضاء فاقدو الذاكرة ..
أليس عبد الإله بنكيران ، هذا الذي استنجدوا به ليحل مشكلة الحَراك ، هو سبب هذه المشكلة في الريف، وفي الوطن برمته، بنصرته للفساد طوال مدة ولايته، وبعفوه عن الفاسدين، وبتوقيف كل مبادرة للتنفيس عن المواطنين وتحسين ظروفهم المادية والاجتماعية ؟
أليس هو من عطّل الوظائف ؟
أليس هو من قلص صندوق المقاصة دون أن يرفع الأجور؟
أليس هو من رفع قيمة الاقتطاعات عن التقاعد للموظفين ؟
أليس هو من رفض المساس بأي درهم من التعويضات اللاقانونية لتقاعد البرلمانيين والوزراء؟
أليس هو من نفخ في الامتيازات الفاحشة لكبار الموظفين والبرلمانيين والوزراء؟
ليس هو من أغرق الدولة في ديون لا قبل لها بها ؟
أليس هو من فرّط في حق الدولة في العقاب، فقال لناهبي المال العام والمرتشين والفاسدين: ((عفا الله عما سلف)) ، موظفا آية كريمة في غير موضعها، ومتنازلا عن تلك الحقوق والأموال وكأنه أمواله الخاصة وليست أموال الشعب هي التي انتُهِبت وسُرقت !!
وبعد؛ وفي جميع الأحوال ، وكيفما كانت طريقة تدخل بنكيرن في حَراك الريف الباسل، أو محاولة حشر أنفه في إيجاد حل لمطالب الريفيين المشروعة؛ والتي رفعوها وهو رئيس للحكومة، فكان رده صاعقا مهينا؛ لهذا نقول :
هل أصبح بنكيران يعرف أين تقع الحسيمة ؟
ألم يصرح وهو رئيس للحكومة أنه لا يعرف أين تقع الحسيمة ؟
ألم ينكر وجودها ، وبالتالي وجود سكانها ، على خريطة المغرب وفوق أرض المغرب ؟
وهل من إذلال لكل أهل الريف ، وإهانة للشهيد محسن فكري أن يكون هذا التصريح هو رد فعل رئيس الحكومة على استشهاد ذلك الشاب الفحل القوي من أجل الكرامة ولقمة العيش الشريفة في 28 أكتوبر 2016 ؟
هل باشر بنكيران أو وزيره في العدل آنذاك تحقيقا نزيها وشاملا يسائل كل من يتحمل مسؤولية جنائية أو مهنية أو أدبية في موت محسن فكري، بمن فيهم الوزير المسؤول عن القطاع، وبمن فيهم صاحب باخرة الصيد التي هي المسبب الأول لحدوث هذه الفاجعة ؟
كيف يقبل الريفيون اليوم بأي لجنة يكون فيها بنكيران ، أو يكون هو الذي أنشأها .. مهما كانت غايتها.
على بنكيران أن يعتذر للريفيين أولا على احتقارهم بتلك الطريقة الفجة المبتسرة التي صورتهم كأنهم منعدمو الوجود، وأن يسحب تلك العبارة الجارحة التي أفادت أنه لا يعترف بأهل الريف ولا يعلم حتى بوجودهم على سطح الأرض ،
على بنكيران أن يعتذر أولا عن كل هذا ؛ وإلا فإن وجوده في أي لجنة كيفما كان نوعها أو تشكيلتها ، لن يزيد الأمر إلا توترا لجرح ما يزال داميا.
«ها قد جاءت المناسبة ليعرف أين تقع الحسيمة، ومن هم أهل الحسيمة ، وسوف يكون بعدها مضطرا للإقرار بالعبارة التي طالما سمعها في طفولته التي قضاها في فاس :
ريافة رجال .. !! »
وقد أكدوا فعلا أنهم رجال ، ونعم الرجال !
كرامتهم فوق كل اعتبار ..
تعليقات 0