جريدة نبأ نيوز

بتطبيلك للآخر مقابل بعض الدريهمات، تساهم في اغتصاب مستقبل ولدك وإبنك وحفيدك وتعريض وطنك للمجهول.

أخي المواطن أختي المواطنة.
بدون شك اننا نتفق على ان الوضع الاجتماعي ببلادنا يسير في منحى انحداري، وبدون شك نتفق على ان الفساد وصل إلى مراتب عليا على كافة المستويات وعلى مختلف الأصعدة، ونتفق كذلك ان هذا الوضع المزري والكارثي يهدد أمننا ويهدد مستقبل أولادنا وأحفادنا ومستقبل وطننا…
وبدون شك أننا نتفق على ان السواد الاعظم من الشعب غير راض بالمطلق على ما آل اليه وضع وطننا (لا شغل، لا أفق واعدة، لا تشريع في صالح المواطن، ولا تعليم جيد ولا صحة جيدة).
كلنا ننتقد ونتأسف ونتباكى وكأننا ننتظر معجزات من صناع هذا الوضع المزري ان يصحو ضميرهم بعد مسيرة طويلة من التخريب والاستنزاف والعفن (طبع الله على قلوبهم)..
بيد أن الحل بين ايدينا نحن ، ومسألة إيقاف هذا المسار الانحداري بين ايدينا نحن أيضا ، وبإمكاننا مساءلة ومحاسبة كل من يعبث بمصالحنا وبمقدرات وطننا ويعبث بمستقبل أطفالنا وشبابنا ووطننا.
يكفي ان نضع يد في يد وأن ننعزل على صناع الفساد وكائناته الانتخابية لصنع نخب جديدة من خلال محاصرة نخب الماضي وعدم السماح لأنفسنا بالاستدراج في افخاخها الجهنمية…
لا يهم إلى أي تيار او توجه سياسي تنتمي ، ذاك شانك وانت حر في تحديد اختيارك الفكري والسياسي ، لكن علينا أن نلتف حول القيم والمبادئ التي تجمعنا وتؤمّن مستقبل الشباب ومستقبل الجيل الصاعد ومستقبل وطننا بالشكل الذي يصون كرامة المواطن المغربي ويجعل من وطننا قوة اقتصادية وقوة فكرية وثقافية وعلمية في المسرح الدولي والاقليمي.
وتحقيق هذا الحلم وتحويله الى واقع معاش ليس بالأمر المستحيل، بل يكفي أن نحرر أنفسنا من التبعية للآخر، وألا نجعل من أنفسنا ادوات لبث الحقد والكراهية مقابل بعض الدرهيمات لأجل ان يستمر المفلسون والكائنات الفاسدة والمفسدة في استنزاف مقدراتنا واغتصاب احلامنا وسرقة مستقبلنا …
حرر نفسك قبل ان تنتقد غيرك ، وغير نفسك قبل ان تطالب بالتغيير، وحارب الفساد في نفسك قبل ان تطالب الاخرين بالتخليق ، وارتقي بسلوكك ترتقي بمجتمعك وبمحيطك الاجتماعي والاقتصادي والثقافي….
بتطبيلك للآخر مقابل بعض الدريهمات، تساهم في اغتصاب مستقبل ولدك وإبنك وحفيدك وتعريض وطنك للمجهول.
سائل نفسك من اين تأتي الدراهم التي تعطى لك مقابل التطبيل؟ وسائل نفسك ما الغاية من تشغيلك ك”طبال”.
لنرتقي جميعا بتغيير سلوكنا .
معا نستطيع…