ذ” الغلوسي” :اليسار الديمقراطي في حاجة إلى قيادة سياسية مبادرة ومبدعة

قال الحقوقي ذ محمد الغلوسي ،
لقد شكلت محطة الإنتخابات التشريعية الأخيرة ترمومترا مهما بالنسبة لفدرالية اليسار الديمقراطي ،وهي محطة أبانت عن تعطش المجتمع وخاصة شرائحه المتوسطة إلى بديل سياسي يحمل رصيدا نضاليا وأخلاقيا بمرجعية واضحة يختلف تماما عن البؤس السياسي الذي إكتسح المشهد العام ،وقد قيل الكثير أثناء تقييم الإنتخابات من طرف تنظيمات الرسالة وسمعنا عن ضرورة وضع برامج وتصورات لإستيعاب الدروس من تلك المعركة ،
لكن وبكل صدق وموضوعيةوبكل أسف أيضا فإ نه وبعد تلك اللحظة إنصرف كل تنظيم من تنظيمات فدرالية اليسار الديمقراطي لتدبير وضعه الخاص تاركا جمهورا واسعا من المتعاطفين الذين يبحثون عن مساحة من الضوء والأمل بدون جواب ولا تواصل
وسط كل هذا وفي ظل ضعف قوى اليسار وتشرذمه ووسط التقلبات السياسية التي يعرفها المحيط الإقليمي والدولي ،تمكنت القوى المناهضة لأي تغيير ديمقراطي من الهجوم على الحريات وحقوق الإنسان والإجهاز على القدرة الشرائية وضرب كافة المكتسبات
المجتمع اليوم في حاجة إلى قوة يسارية ديمقراطية حقيقية لا تجعل من المعارك التنظيمية الداخلية دون أفق واضح همها الوحيد ،إنه في حاجة إلى يسار ديمقراطي مستقل وموحد مبادر ومبدع يرد الإعتبار للسياسة وللأخلاق السياسية ويعطي دروسا في التضحية والوفاء
هناك من يحاول تحت ذرائع متعددة تأجيل موضوع وحدة اليسار الذي يكتسي راهنية كبرى والآن هنا، واعتقد أن هذا الموضوع وقضايا النضال الديمقراطي وفرض تغيير موازين القوى لفرض انتقال ديمقراطي حقيقي يحتاج إلى قيادة سياسية مبادرة ومبدعة قادرة على ابداع أساليب متنوعة ودفع كل الفئات والتيارات والمنظمات ذات المصلحة في التحول الديمقراطي إلى النضال عبر جبهة عريضة من اجل دولة الحق والقانون .
تعليقات 0