د محمد أمين عن البيدوفيليا : مُرتكبي فعل الاعتداءِ على الأطفال لا يُعتبرون مصابين بالاضطّراب فعليًا إلّا في حال انحصرت توجهاتهمُ ورغبتهم الجنسيَّة تجاه الأطفال دون سن البلوغ وكمختصين في “العلاج السلوكي المعرفي” نجحنا في علاج الأفراد المصابين بهذا الاضطراب.

26 أغسطس 2020 - 1:28 م

يُعرف عِشْقُ الأَطْفال بأنه اضطراب يتعلق بالأشخاص الذين يفضلون إقامة العلاقات الجنسية مع الأطفال.

ينتمي هذا الاضطراب لمجموعة اضطرابات عامة في التفضيل الجنسي. تم إطلاق العديد من الأسماء عليها، منها: الانحراف الجنسي، اضطرابات في الرغبة الجنسية، اضطرابات التفضيل الجنسي، والاسم المتعارف عليه اليوم هو الخطل الجنسي (Paraphilia) بالإنجليزيَّة: Pedophilia . تعبّر هذه الأسماء عن مدى التعقيد الطبي لهذه الاضطرابات، بالإضافة إلى وجود إسقاطات اجتماعية هامة لمثل هذه الاضطرابات.

وفي هذا الصدد خرج الدكتور محمد أمين لشرح وتنوير الرأي العام والأطباء خصوصا عن خطورة هذا المرض وفي نفس الوقت تفسيره وإعطاء بعض النصائح العلاجية له. 

وجاء في حديثه، 

لا يزال الإعتداء الجنسي على الأطفال ، وهو الإنجذاب الجنسي للأطفال الذين لم يبلغوا سن 
البلوغ بعد ، يمثل تحدًيا مزعجا للأطباء والمسؤولين الحكوميين.

إن اضطّراب الرغبة الجنسيَّة تجاه الأطفال، أو البيدوفيليا (بالإنجليزيَّة: Pedophilia)، يُطلق عليه أيضًا اسم اضطراب الغلمانيّة، والشهوة والانجذاب جنسيًا نحو الأطفال، واضطّراب عشق الأطفال.

ويُعتبر الاضطراب خللًا جنسيًا  (Paraphilia)؛ حيثُ يميل الشخص البالغ جنسيًا نحو الأطفال، وتعتمد شهوته الجنسية على تخيل ممارسة سلوكيّات جنسيّة مع الأطفال.

يُعرَف الاضطّراب على أنّه توجه جنسيّ تجاه الأطفال دون سن البلوغ، عادةً (  11 الى13) عامًا، أو من هم أصغر، وقد يُترجم هذا التوجه إلى تحرش أو اعتداء جنسيَ.

عادًة يقول الدكتور محمد أمين ، يكون المصابون بهذا الاضطّراب من الرجال، وينجذبون جنسيًا للأطفال – من أحد أو كلا الجنسين- وتختلف سمات تعلّقهم بالبالغين من الجنس الآخر.

لكي تُشخَّص الحالة، يجب على الفرد إما أن يتصرف على أساس دوافعه الجنسيَّة تجاه الأطفال، أو أن يشعر بضغطٍ نفسيّ كبير نتيجة  تخيلاته. بدون هذين المعيارين، لابد من توافر كلا الأمرين لكي يُشخَّص الاضطراب، وبدونهما يُمكننا اعتبار الشخص مقبلًا على الإصابة بالاضطّراب وليس مصابًا بالفعل.

بالنسبة للاعراض يضيف الدكتور محمد أمين تبدأ بتخيلات جنسيّة قوية، ومُلِحّة، أو ممارسة سلوكيّات جنسيّة مع الأطفال دون سن البلوغ (13 عامًا أو أصغر)، لفترة تبلغ -على الأقل- ستة أشهر.

و تُوجد بعض الصعوبات في التشخيص؛ نادرًا ما يسعى المصابون بهذا الاضطّراب للعلاج، وعادةً، تكون الاستشارة والعلاج بأمرٍ قضائيٍّ.

بالنسبة للأسباب فإنّ أسباب اضطّراب عشق الأطفال (البيدوفيليا) والاضطرابات الجنسيَة الأُخرى غير معروفة.

تُوجد بعض الأدلة التي تشير إلى سريان الاضطّراب بين العائلات؛ مع هذا لا يُمكننا أن نُجزم إذا كان الاضطّراب نتيجة خلل جينيً أو سلوكٍ مُكتسبٍ.

ويضيف د محمد أمين بأنّ الطفل الذي يقع ضحية للتحرش أو يشهد تصرفات جنسيّة غير مناسبة، يقتدي بتلك السلوكيات ويُحفَّز على مارستها، ربما يُدرك المصاب -عند بلوغه- ميوله الجنسيّة تجاه الأطفال. وقد يكون الاضطراب مستمرًا مدى الحياة، وقد تقلّ حدته مع الوقت، فيقلّ التوتّر، والخلل النفسي، وقابلية القيام باعتداءات جنسيّة وفق الرغبة.

بالإضافة للعلاج النفسي يضيف د محمد أمين لقد نجحنا كمختصين في  “العلاج السلوكي المعرفي” في علاج الأفراد المصابين بهذا الاضطراب، عن طريق:

  • الإشراط الإجرائي المُنفِر: وهو شكل من العلاج يُحِد من تكرار السلوك غير المرغوب به؛ وذلك عن طريق المزاوجة بين مُنبِه مُنفِرٍ غير محبب مع سلوك غير مرغوب به.
  • المواجهة بالانحراف الفكري.
  • التعاطف مع الضحية، وذلك بعرض فيديوهات للضحايا عقب الاعتداء عليهم.
  • التدريب الحازم على المهارات الاجتماعية، التخطيط وإدارة الوقت.
  • تجنب الانتكاسة عن طريق معرفة العوامل المؤدية لإثارة الدافع الجنسيّ والاعتداءات وكيفية التغلب عليها.
  • مراقبة سلوك الأفراد المصابين عن طريق أنظمة الرصد والمراقبة.
  • الالتزام بالعلاج مدى الحياة.

وختم د محمد أمين، أنه من غير الواضح ما إذا كانت هذه العوامل تقلل من نشاط الأشخاص المصابين بالإعتداء الجنسي على الأطفال ، لأن البيانات الأصلية والمراجعة لا تقتصر على الأفراد المصابين بهذا الإضطراب. حتى نعرف المزيد ، يُنصح الآباء وغيرهم ممن يرغبون في حمايةالأطفال من المتحرشين بالأطفال بمراقبة سلوكيات المطاردة الدقيقة التي قد تسبق االتصال الجسدي – وتذكر أن معظم مرتكبي الجرائم الجنسية من أي نوع يتعاملون مع الأطفال الذين يعرفونهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *