الذكاء الاصطناعي: هل أصبحنا على أعتاب رؤية توائم رقمية للبشر قبل نهاية العقد الجاري؟

14 يونيو 2022 - 8:57 ص

من منا لم يسمع يوما من صديق أو أحد المعارف أنه يشبه شخصا ما؟ ربما شخص غريب مر في الشارع وكان يشبهنا شبها كبيرا.
لكن تخيل لو كان بإمكانك خلق توأمك الخاص، نسخة طبق الأصل عن نفسك، لكنها تعيش حياة رقمية بحتة!
نحن نعيش في عصر يتم فيه استنساخ كل ما هو موجود في العالم الحقيقي رقميا، مدننا وسياراتنا ومنازلنا وحتى أنفسنا.
وتماما مثل تقنية ميتافيرس، التي هي عبارة عن خطط لعالم افتراضي رقمي تتجول فيه الصورة الرمزية الرقمية للشخص، أصبحت التوائم الرقمية توجها تقنيا جديدا يتم الحديث عنه بكثرة.
التوأم الرقمي هو نسخة طبق الأصل من شيء ما في العالم المادي، ولكن مع مهمة فريدة – ألا وهي المساعدة في تحسين، أو تقديم ملاحظات، لنسخة الحياة الواقعية.
في البداية كانت هذه التوائم مجرد نماذج حاسوبية ثلاثية الأبعاد متطورة، لكن الذكاء الاصطناعي (AI) جنبا إلى جنب مع شبكة من التقنيات – تستخدم أجهزة استشعار لربط الأشياء المادية بالشبكة – بصورة بات معها يمكن إنتاج نسخة رقمية تتعلم من نظيرتها الحقيقية وتساعدها باستمرار على التحسين والتطوير.
يعتقد المحلل التكنولوجي روب إندريل أنه سيكون لدينا الإصدارات الأولى من التوائم الرقمية البشرية المفكرة “قبل نهاية العقد”.

ويضيف: “إن ظهور هذه الأمور سيحتاج إلى قدر هائل من التفكير وأخذ الجانب الأخلاقي بعين الاعتبار، لأن نسخة رقمية مفكرة مطابقة تماما لنا يمكن أن تكون مفيدة بشكل لا يوصف لأصحاب العمل”.
ويتابع إندريل: “ما الذي سيحدث لو أن شركتك أوجدت توأما رقميا لك، ومن ثم قالت: لدينا هذا التوأم الرقمي الذي لا ندفع له أي راتب، فلماذا ما زلنا نوظفك؟”.
يعتقد إندريل أن ملكية مثل هذه التوائم الرقمية ستصبح أحد الأسئلة المُحددة لعصر ميتافيرس الذي بات وشيكا.
لقد بدأنا بالفعل رحلتنا نحو توأمة البشر – في شكل الصور الرمزية المسماة أفاتار- لكنها حاليا بدائية وغريبة إلى حد ما.
في منصة الواقع الافتراضي هورايزون ورلدز Horizon Worlds التابعة لـ ميتا Meta (المعروفة سابقا باسم فيسبوك Facebook) على سبيل المثال، قد تتمكن من إعطاء صورتك الرقمية وجها مشابها لوجهك، ولكن لا يمكنك حتى تزويدها بأي أرجل، لأن التكنولوجيا مازالت في المراحل المبكرة .

تتفهم البروفيسورة ساندرا واتشتر، الباحثة البارزة في مجال الذكاء الاصطناعي بجامعة أكسفورد، جاذبية خلق توائم رقمية للبشر، “إنها تذكرنا بروايات الخيال العلمي المثيرة، وفي الوقت الحالي، هذه هي المرحلة التي وصلت إليها”.
وتضيف أن نجاح شخص ما في كلية الحقوق أو إصابته بمرض ما أو احتمال ارتكابه جريمة، تعد بمثابة أمور تتعلق بالسؤال الذي لا يزال موضع جدل حول ما إذا كان للطبيعة التأثير الأكبر على الشخص أم أن الأمر منوط بالتنشئة.
يعتمد ما يؤول إليه شخص ما على حسن أو سوء الحظ، فضلا عن الأصدقاء والعائلة وخلفيته الاجتماعية والاقتصادية وبيئته، إضافة إلى اختياراته الشخصية”.
و تستخدم التوأمة الرقمية حاليا بشكل متطور وواسع النطاق في مجالات تصميم المنتجات والتوزيع، والتخطيط الحضري.
كما أن توأمة المدن في العالم الرقمي آخذة في الازدياد؛ فلدى كل من شنغهاي وسنغافورة توائم رقمية، تم إنشاؤها للمساعدة في تحسين تصميم وتشغيل المباني وأنظمة النقل والشوارع.
تقول شركة البرمجيات الفرنسية، داساولت سيستمز Dassault Systemes، إن آلاف الشركات باتت تبدي اهتمامها بتكنولوجيا التوائم الرقمية الخاصة بالشركة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *