جريدة نبأ نيوز

ولهذا الصداقة أكثر واقعية وعقلانية ودواما عن الحب …

بقلم محمد أسامة الفتاوي.
لاأعرف كيف يستطيع الرجال والنساء من دون الإطلاع ومعرفة مفاهيم التحليل النفسي التفريق بين : الحب ، والإعجاب والألفة والتعود ، والإحترام ، والإسقاط اللاشعوري الذي يعني ان كل من الرجل والمرأة يقوم بصورة غير واعية بإسقاط صورة محزونة في الذاكرة تشبه صورة المحبوب ؟!
الكثير من الناس يختلط عليهم الأمر ويفترقوا بعد الزواج ويتهمون الحب بالفشل بينما في الحقيقية لم يكن بينهم مشاعر حب !
إن مشاعر الحب عائمة لايوجد لها ضوابط ومعايير تجريبية عقلية لتحديد دقتها وفرزها عن بقية المشاعر مثل : المودة والإنجذاب والأنس والإرتياح والصداقة … وغيرها ، فالموضوع يتأثر بمطاطية اللغة وعدم قدرتها على إحتواء مفهوم الحب الذي أساء له الشعراء في دهشويتهم وتضخيمهم له !
لكن لو أخضعنا الحب الى إختبار الواقع وأجرينا مقارنة بينه وبين الصداقة سوف نجد ان رابطة الصداقة – غالبا – تستمر وتدوم أكثر من الحب .. فالصداقة من حيث الإختيار وزخم المشاعر .. تبدأ من ( نقطة الصفر) بشكل معتدل وتقوم على أساس إختيار العقل والإرادة بوعي كامل ، وتكون الرؤية واضحة في العلاقة بحيث تتيح التفكير والتأني والهدوء في الحركة .
بينما الحب يبدأ من القمة ومن الدرجة 100% وهي أعلا درجات التوتر، حيث تشتعل ناره بأقصى ذروتها ، وعادة يكون الحب من دون إختيار ولايوجد أي دور للعقل فيه ، وهو يعبر عن إفراط في المشاعر غير طبيعي ولهذا هو مربك بحيث يؤدي الى الإضطراب والتلاعب بعقل وإرادة وسلوك العاشق .
تكمن المشكلة في انه بينما تبدأ الصداقة من ( الصفر ) ولهذا مهما طال الزمن لايشعر الأصدقاء بتراجع الصداقة وكلما تقدمت درجة واحدة يعتبر إنجازا في العلاقة ، بينما الحب الذي يبدأ 100% وإذا علمنا ان المشاعر من المستحيل تظل ثابتة على قمة نسبة 100% وبحكم طبائع الأشياء يتراجع الحب وهنا المشكلة فالعاشقان حتى لو أصبحت درجة الحب 90% لديهما فإن هذه النسبة الجيدة تعد تراجعاً في الحب ، ويبدأ كلاهما يتساءل : لماذا لم يعد يحبني وغالبا ماتنتهي العلاقة بالفشل؟
ولهذا الصداقة أكثر واقعية وعقلانية ودواما .